حكم قول الخطيب في نهاية الخطبة: "أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم" وقوله: "أقم الصلاة"
السؤال:
ما حكم الشرع فيما اعتدنا
عليه مِن مواظبة الخطباء على هذا العمل الآتي الذي لم نجده منقولاً في الأحاديث النبوية
الصحيحة، وهو:
1- في نهاية الخطبة الأولى
يوم الجمعة يقول الخطيب: "أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه"
ثم يجلس جلسه الاستراحة، وفي نهاية الخطبة الثانية يقول الخطيب أيضًا: "أقول قولي
هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وأقم الصلاة"، فما حكم المواظبة على ذلك من جميع
الخطباء في جميع الأزمنة؟ مع العلم أني قرأت قول بعض العلماء كالبغوي -رحمه الله-:
"ويستحب أن يختم خطبته بقوله: أستغفر الله لي ولكم"، وبمثل ذلك قال
النووي -رحمه الله-، ولكن لم أجد دليلاً لهذا الاستحباب!
2- هل يجوز المواظبة على
قول: "وأقم الصلاة" في الميكرفون أم ينزل الخطيب مِن على المنبر مباشرة؟
وهل كلمة "وأقم الصلاة" منقولة عن أحد من السلف في هذا المقام؟
الجواب:
الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1-
بل قد ورد هذا الدعاء في بعض الأحاديث الصحيحة فلا بأس به؛ فعن ابن عمر -رضي الله
عنهما- قال: طَافَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى
رَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ،
وَمَا وَجَدَ لَهَا مُنَاخًا فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أُخْرِجَتْ إِلَى بَطْنِ
الْوَادِي، فَأُنِيخَتْ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (أَمَا بَعْدَ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ
أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا
النَّاسُ رَجُلانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى رَبِّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ
هَيِّنٌ عَلَى رَبِّهِ)، ثُمَّ تَلا: (يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا (الحجرات:13)، حَتَّى
قَرَأَ الآيَةَ، ثُمَّ قَالَ: (أَقُولُ هَذَا،
وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ) (رواه ابن حبان، وصححه الألباني).
2-
هذا أمر بإقامة الصلاة وليس أمرًا تعبديًّا، فلو فهمه المؤذن بنزول الإمام مِن على
المنبر؛ أقام دون أمره الصريح.