الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 26 أبريل 2016 - 19 رجب 1437هـ

اتهام الدعوة السلفية بالركون إلى الظالمين!

السؤال:

1- الإخوان وأتباعهم يتهمون الدعوة السلفية وحزب النور بالركون إلى الظالمين في مواقف عدة بدءًا مِن الجلوس مع جبهة الإنقاذ، ومرورًا بالتواجد في المشهد السياسي مِن بعد الإطاحة بالرئيس "مرسي" ثم الحشد للتصويت على الدستور إلى غير ذلك... فما معنى الركون إلى الظالمين الذي ذمه الله وحرَّمه حتى نرد على هؤلاء؟

2- الأخ "نادر بكار" يصلح كواجهة إعلامية لحزب "النور"، لكني أرى أن أخانا "نادر بكار" قد حسَّن صورة التيار الإسلامي عند العلمانيين، وسبب البغضاء والعداوة لنا، فما رأي فضيلتك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فسلهم ما معنى الركون؟ أليس هو الإقرار بالظلم والمعاونة عليه، والرضا به، فأين فيما فعلته الدعوة السلفية ما يكون رضا أو متابعة أو مشاركة؟!

أما التعامل مع واقع أصبح حقيقة مفروضة واعتبار ذلك ركونًا للظالمين... ! فهذا قد فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة، ثم بعد الهجرة في وثيقة المدينة، وفي صلح الحديبية، وغير ذلك...

وهذا ما فعله الصحابة -رضي الله عنهم- كذلك في مقتل الحسين -رضي الله عنه- وسبعين من أهل بيت النبوة على يد جنود "يزيد"، ووقعة الحرة التي قتل فيها الآلاف من الصحابة والتابعين ووجوه المدينة، ومقتل عبد الله بن الزبير على يد الحجاج - فهل كان تعامل الصحابة والتابعين مع خلفاء بني أمية، وحج ابن عمر -رضي الله عنهما- مع الحجاج، وصلاته خلفه ركونًا إلى الظالمين أم منعًا لمزيد من الظلم؟!

ألم يكن ما حدث من بني أمية انقلابًا -بالاصطلاح المعاصر- على ابن الزبير -رضي الله عنهما-؟! ومع ذلك كان لابد من تقدير الحسنات والسيئات، والمصالح والمفاسد.

ثم إن من الركون إلى الظلمة: نشر بدع التكفير، واتهام الناس بالباطل، والخوض في أعراضهم لمجرد الخلاف السياسي! فمَن عاون هؤلاء المبتدعين فقد ركن إليهم في نشر كذبهم وفجورهم في الخصومة.

أما ما يُكذَب علينا من أننا لا ننكر أو لا نستطيع أن ننكر؛ فأين أكثر من 40 بيانًا وتصريحًا ولقاءً إعلاميًّا فيها إنكار ما وقع من تجاوزات وسفك الدماء؟!

2- وأما هجومك على "نادر" فظلم له، وإنما الذي سبب ما ذكرتَ مِن العداوة هو الإعلام المغرض المضاد: كـ"الجزيرة"، و"صفحات الفيس الإخوانية".