الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 14 أغسطس 2013 - 7 شوال 1434هـ

بيان من "الدعوة السلفية" و"حزب النور" بشأن أحداث اليوم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصائبنا واخلف لنا خيرًا منها.

وقع ما حذرتْ منه "الدعوة السلفية" و"حزب النور" منذ مدة طويلة من خطر سفك الدماء، وخطر الحشد والحشد المضاد على وحدة المجتمع ووحدة البلاد التي لا يمكن أن تكون محلاً للمساومة، وطالبنا إدارة البلاد الحالية بعدم فض الاعتصامات بالقوة وضرورة الحل السياسي، وتوافقنا على ذلك مع القوى السياسية العاقلة.

كما طالبنا بمراعاة احتياجات أبناء الاتجاه الإسلامي في الطمأنة وعودة بث قنواته الإسلامية، وعدم انفراد الفصيل الليبرالي واليساري بتشكيل الحكومة ولجنة تعديل الدستور، والسير في اتجاه علمنة الدولة وعسكرتها "الذي لا يمكن أن يصب في مصلحة البلاد".

وضرورة التصدي للوجه المتطرف في العلمانية الذي أطل في كثير من وسائل الإعلام والذي أدى إلى إقناع الكثيرين بأنها حرب ضد الإسلام ففقدوا الثقة في جهود المصالحة؛ حتى وقع الذي نكره وندين "ونطالب بوقفه فورًا" من إطلاق النار وقتل النفوس من الرجال والنساء والأطفال، واندفع البعض الأخر في اتجاه إحراق وتدمير منشآت الدولة التي هي ملك للشعب كله!

ونحمِّل الحكومة المسئولية عن هذه الدماء والأنفس المحرمة، ونطالبها بضرورة إنهاء هذا الوضع القائم الذي يهدد بانقسام المجتمع بحل آخر غير سفك الدماء.

ونذكِّر الدكتور "البرادعي" بما سبق وأن قاله: "إن النظام الذي يعجز عن حماية معارضيه يفقد الشرعية".

وكذلك الدكتور "الببلاوي" الذي سبق وأن قدَّم استقالته كوزير للمالية احتجاجًا على عنف الشرطة في أحداث "ماسبيرو" رغم عدم مسئوليته المباشرة عنها؛ فكيف وهو رئيس الوزراء؟!

فنرى أن ما حدث اليوم أولى أضعافـًا بتقديم الاستقالة من أحداث "ماسبيرو" حتى يتسنى لحكومة أخرى أن تتحمل هذه المسئولية التي تحافظ على وحدة البلاد والدولة وبقائها، وتحافظ على حرمة النفوس التي قال الله -تعالى- في قتلها بغير حق: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة:32).

ندعو جميع العقلاء من جميع الاتجاهات... إلى الوقوف معنا: في إحياء النفوس، وإحياء المجتمع، وإحياء الدولة "بالجلوس معًا" من أجل الوصول إلى حل سلمي للأزمة ينسى فيه الجميع مصلحته الشخصية والحزبية ويعظم مصلحة الدين والوطن والشعب.

ونوصي جميع أبناء التيار الإسلامي: بأن يُثـْبِتُوا للمجتمع أنهم جزء منه يحملون همه ويقدمون مصلحته، ويريدون رفعته ويحافظون على وحدته، وأن يحذروا من الخطاب التكفيري العنيف الذي استعمله البعض.

كما نهيب بأبناء الدعوة السلفية وحزب النور أن يدركوا أن مهمتهم الأساسية هي الدفاع عن هذه الرؤية وإقناع جميع الأطراف بها، وأن هذا هو آكد الواجبات في هذه المرحلة والطريق الوحيد لحقن دماء المسلمين.

تعازينا لجميع أهالي الضحايا، ودعاؤنا لجميع المصابين بالشفاء.

حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

الدعوة السلفية وحزب النور

7 شوال 1434هـ

14 أغسطس 2013م