الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 19 يونيو 2012 - 29 رجب 1433هـ

إذا كانت مطلقته سيئة الخلق فهل تسقط حضانتها لابنتهما وتكون للأب؟

السؤال:

أنا متزوج من سنتين ونصف، وفي خلال الفترة الأولى من الزواج بدأ يظهر تدريجيًّا سوء خلق زوجتي، وأول ذلك: أنها تفشي الأسرار الزوجية ونصحتها ولا فائدة، وفي هذه الفترة حملت ببنت، وذات يوم فتحتُ الكمبيوتر ووجدت أنها كانت تفتح إيميلاً، وكان هناك شاب يتحدث فتحدثت معه على أنني هي حتى كتب اسم زوجتي فعلمت أن لها علاقة به، فواجهتها فانهارت وبكت، وقالت: إنه إيميل بنت خالتها واسمها هو نفس اسم زوجتي، وهي كانت عندنا وهي اللي فتحته.

وذات يوما آخر فتحت الكمبيوتر ودخلت على السجل فوجدتها دخلت على مسلسل تركي وأتت بأشياء قبيحة، وكان اسمه نور ومهند ولقطات ساخنة لم تُعرض، ومثل هذه العناوين القبيحة كثيرة، فنهرتها وضربتها، فبكت وقالت: غصب عني وأشياء من هذا القبيل. وكنت قد أخذت منها التليفون الخاص بها، وذهبت مرة مع أختي الصغيرة لتشتري بعض مستحضرات التجميل، ولما دخلت المحل عرفها صاحب المحل وسلم عليها وقال لها: "هو جوزك لسه شايل منك التليفون!". فلما ارتبكتْ لأن أختي معها قال لها: حكلمك بعدين وأشياء أخرى مثل هذه الأشياء...

فقررت أن أنفصل عنها، وذهبت هي ذات يوم غاضبة لأهلها، وتركت لي ابنتي سنة ونصف، وقالت: إنها لا تريدها، وهي أصلاً كانت معاملتها للبنت معاملة قاسية جدًا رغم صغرها، وجلسنا واتفقنا على الطلاق على أن تأخذ هي ما اشترته من فرش وأجهزة وآخذ أنا ما اشتريت وننفصل، وأن آخذ ابنتي أيضًا؛ لأنها قالت -لفظًا-: إنها لا تريدها، وكانت هذه الجلسة التي قالت إنها لا تريد البنت بعد أن تركت البيت وتركت البنت لشهرين، ثم اتفقنا على تنفيذ ما اتفقنا عليه فأعطيتها أغراضها وذهبها بالكامل، واتفقنا على أن يكون الطلاق بعد يومين حتى أذهب لمحامي يكتب لي ورقه لتوقع عليها للتنازل عن حضانة البنت، وكانت هذه من ضمن ما اتفقنا عليه.

إلا أنها بعد أن استلمت أشياءها، وجاء وقت التوقيع والطلاق رفضت، وقالت: أريد البنت، وهو عندٌ ليس أكثر؛ لعلمها بشدة حبي لابنتي ولظنها أنها ترجع، وهذا أمر مستحيل، والبنت معي الآن، وهي رفعت قضايا ضدي: قضية نفقه وخلع، وضم الصغيرة لحضانتها.

فهل أترك ابنتي الصغيرة لها تربيها، وهي سيئة الخلق وفيها ما ذكرتُ -وما لم أذكره مجانبة للتطويل-، فهل أسلمها ابنتي؟ وهل من حقها مع ما فيها من مساوئ أن تكون لها الحضانة أم أحتفظ بابنتي ولا أعطيها لها؛ حرصًا على البنت وعلى ألا تتربى تربية منحلة مع قدرتي -إن شاء الله- أن أوفر لابنتي تربية محترمة ورعاية على أفضل ما يكون؟

أرجو من فضيلتكم سرعة الرد. وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالأصل أن حق الحضانة للأم ما لم يثبت فسادها وعدم صلاحيتها فعند ذلك تنتقل الحضانة لأمها، ثم لأم الزوج، ثم لأقارب الزوجة "النساء"، وإذا لم يوجد من يصلح حضنها الأب وقريباته.

وعلى ما ذكرتَ... فيمكن أن تحتفظ بحق الحضانة إذا أثبتَّ ما تقول في مجلس القضاء.