الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 07 مايو 2011 - 4 جمادى الثانية 1432هـ

سماحة الإسلام مع غير المسلمين

كتبه/ وديع أحمد فتحي "الشماس السابق"

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، وأؤمن أن المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- هو عبد الله ورسوله، خلقه الله بكلمة: كُنْ؛ فكان، وبروح منه مثلما خلق آدم -عليه السلام-، سبحان الله وتعالى عما يقولون علوًا كبيرًا، ومريم أم المسيح عيسى هي صدِّيقة، وكانا يأكلان الطعام؛ لئلا يهلكا، وأؤمن أن الجنة حق، وأن النار حق، وأؤمن بالقدر كله خيره وشره، أما بعد؛

تعلمون أنني كنت نصرانيًا حتى هداني الله للإسلام وعمري 40 سنة، وكان من أسباب هدايتي إلى الإسلام حديث جرى بيني وبين صديقي "أحمد الدمرداش" -وكنتُ يومئذ نصرانيًا-، وكان ذهني مشحونًا بصورة مشوهة عن الإسلام؛ بسبب ما تعلمته في الكنيسة في "مدارس الأحد"، وشاء الله أن أسمع  مِن أحمد لأول مرة في حياتي عن العدل في الإسلام وشريعة القرآن.

فقلت له: أين العدل، وقد أجبَر الإسلامُ كل المسيحيين واليهود على دفع الجزية؟!

فقال لي: إن المسلم يدفع في الزكاة أضعاف ما كان المسيحي يدفع في الجزية، وإن قوانين الدنيا كانت فيها الجزية مِن قبل المسيح -عليه السلام-، حتى إن المسيح -عليه السلام- دفع الجزية للرومان! أما المسلم فيدفع زكاة المال، وزكاة الزرع، وزكاة الأنعام، وغيرها.. وغير المسلم مُعفى من كل ذلك، ومن أي ضرائب تحت حكم الإسلام إلا مِن الجزية فقط، في مقابل حقوق كاملة وحماية داخلية وخارجية، وإعانة من بيت مال المسلمين –أيضًا- إذا أصابه عجز أو شيخوخة!

فقلت: وما بال المسلم يتزوج المسيحية، والمسيحي لا يتزوج مِن المسلمة؟!

فقال لي: إن المسلم مأمور في الإسلام إذا تزوج الكتابية أن يتركها حرة في عبادتها بحسب عقيدتها، وتحتفظ بكتابها المقدس عنده، وتذهب إلى كنيستها، ولا يجبرها على الإسلام، ولا يقصر في أي حق من حقوقها، وإن كانت له زوجة مسلمة يعدل بينهما، أما المسيحي فلا يطيق مَن يخالفه في العقيدة ولو كان مسيحيًّا.

لولا الإسلام؛ لقتل أفراد الطوائف المسيحية بعضهم بعضًا في بلادنا هذه، كما كانوا يفعلون في مصر والشام قبل الفتح الإسلامي

- وتذكرتُ أن البطريرك "شنودة الثالث" قبل حرب العاشر مِن رمضان في شهر أكتوبر سنـ1973ـة استغل حساسية الموقف السياسي ضد اليهود، وأسرع إلى الرئيس "محمد أنور السادات"، يبلغه عن طائفة مسيحية اسمها "شهود يهوه" أنهم جواسيس لليهود؛ ذلك لأنهم يؤمنون أن المسيح مخلوق، وأنه رسول الله فقط، ونصح البطريرك بطردهم مِن مصر، ومصادرة أموالهم، فأطاعه الرئيس "محمد أنور"؛ خوفًا على البلد، وطردهم، فأسرع البطريرك يطلب ضم أموالهم وممتلكاتهم إلى أملاك البطريركية؛ لأنهم قالوا: إنهم مسيحيون، فوافقه الرئيس "محمد أنور"، ولكن بعد الحرب عرف الحقيقة فسمح لهم بالعودة، ورد لهم أملاكهم.

- ثم كان سؤالي لأحمد الدمرداش: فما بال المسلمين يضطهدون المسيحيين؟!

فقال لي: لو كان المسلمون يضطهدون اليهود والمسيحيين؛ لما بقي يهودي أو نصراني في مصر وما حولها.

- وأخذ يحدثني عن عدل المسلم مع جاره المسيحي واليهودي، وأن المسلم مأمور في دينه ألا يظلم جاره، ولا يؤذيه، ولا يتطاول عليه في البنيان؛ لئلا يسد عنه الشمس والهواء، وأن حق الجار المسيحي واليهودي على المسلم أن يزوره إذا مرض، ولا يترك ولده يضايق ولد جاره.

وكل هذا بأمر الله في القرآن، وبأمر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان هو القدوة للمسلمين؛ إذ كان يعدل مع اليهود والنصارى، ولم يمنعهم عن عبادتهم وهو متسلط عليهم، ولا هدم معابدهم، ولا أمر بهدمها وهو قادر عليهم، ولم يُسفِّه دينهم، ولم يهاجم عقيدتهم، بل دعاهم إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له؛ حتى أنه أنصف اليهودي حين اتهمه الأنصاريُّ المسلمُ ظلمًا، ونزل فيه قرآن ينصفه أيضًا (1).

- وبالمثل سار الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم- على العدل، وساووا بيْن الجميع في الحقوق والواجبات حتى إن عمر بن العزيز -رضي الله عنه- بعد ما زوَّج شباب المسلمين مِن بيت مال المسلمين، زوَّج شباب اليهود والنصارى أيضًا.

- فقلتُ له: وماذا عن الحروب، وأخذ البلاد المسيحية بالسيف؟!(2)

قال: إنها كانت حرب ضد الروم والفرس الذين احتلوا تلك البلاد، وقهروا أهلها بالضرائب وأجبروهم على تغيير دينهم وألا يقعوا تحت الاضطهاد والتعذيب، حتى هرب بطريرك مصر وأعوانه واختفوا في الصحارى سنوات، حتى إن المسيحيين في الشام أرسلوا إلى جيوش المسلمين التي فتحت بلاد العراق يطلبون منهم أن يأتوا؛ لتحريرهم مِن بطش الرومان المسيحيين، فلما دخل المسلمون إلى تلك البلاد؛ لم يستولوا على كنيسة ولا بيتًا مِن بيوت المسيحيين، بل أقاموا في الخيام خارج المدن.

- وتذكرتُ ما قرأته في كتاب المؤرخ المسيحي المعاصر "أرنولد ميللر" واسمه "مختصر تاريخ الكنيسة" عن الحملات الصليبية التي كانت كلما مرت بمدينة في أوروبا؛ قتلت اليهود، وعذبت المسيحيين المخالفين في العقيدة، حتى وصلت "بيت المقدس" فذبحوا 20 ألف يهودي في معابدهم، وذبحوا 30 ألف مسلم في المسجد الأقصى، وطردوا كل المسيحيين الشرقيين، ومع ذلك لم يقم المسلمون باضطهاد المسيحيين في مصر والشام لمقابلة ما فعله الصليبيون الغربيون بالمسلمين، فقام اليهود والمسيحيون، ووقفوا مع المسلمين ضد الصليبيين عدوهم المشترك.

- وتروي –أيضًا- المؤرخة المسيحية المعاصرة "إيريس حبيب المصري" في كتابها: "قصة الكنيسة القبطية" عن غزو الفرنسيين لمصر، وقيام بعض المسيحيين المصريين برئاسة "المعلم يعقوب" بتكوين جيش اسمه "الفيلق القبطي"؛ لمساعدة "نابليون" في غزو مصر، ودلُّوا على عورات البلاد؛ فأفلح، وكان عدد المصريين المسيحيين ألفي رجل (2000)، فلما انهزم نابليون، وانسحب الجيش الفرنسي عائدًا إلى بلاده خرج معهم المعلم "يعقوب" وجيشه إلى فرنسا، فجاءت نساؤهم وأطفالهم يستعطفون الحاكم المسلم، قائلين: "نحن لا ذنب لنا فيما فعله رجالنا". فأمر بتأمينهم، وعدم المساس بهم، وبالفعل نسي المسلمون ما كان، وعاشوا في مصر بأمان.

هذا هو عدل الإسلام في مقابلة غدر غيرهم.. لذلك أقول لكل مسلم: أعلموا النصارى بدينكم؛ فهذه دعوة.

- لهذا كله، ولغيره –أيضًا-؛ أدركتُ أن مَن جاء بهذه الشريعة التي كلها عدل ورحمة، لا يمكن أن يكون إنسانًا عاديًّا، بل هو نبي من عند الله.

فسألتُ البطريرك "شنودة الثالث" ذات يوم: لماذا لا نؤمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم- أنه نبي ونظل مسيحيين؟

فأرسلني إلى دير "مينا" القريب من "كنج مريوط"، وكانت الوصاية عليّ أن يرهقوني في العمل والعبادة؛ لأنسى أفكاري!

وهناك رأيت الراهب الذي يعيش مسلمًا في السر!، ولما رجعت رأيتُ القسيس صديق والدي بعد فترة مِن رسامته، يعتنق الإسلام، ويهرب مِن مصر.

إن المسلم مأمور في الإسلام إذا تزوج الكتابية أن يتركها حرة في عبادتها بحسب عقيدتها، وتحتفظ بكتابها المقدس عنده، وتذهب إلى كنيستها، ولا يجبرها على الإسلام، ولا يقصر في أي حق من حقوقها

وسألت والدي: لماذا هرب؟!

فقال لي: لو أدركوه؛ لقتلوه.

فسألته: لماذا؟ ألا يقولون لنا: إن المسلمين يقتلون مَن يرتد منهم عن دينه؟!

فقال لي: بل نحن مِن قبلهم نقتل مَن يترك المسيح.

أقول الآن: فلا تسألوا عن "وفاء قسطنطين"، ولا "كاميليا"، ولا غيرهما، وادعوا لهن..

- إن صديقي المسلم لم يقل لي -وأنا مسيحي-: "تعال أدعوك للإسلام"(3)، ولكنه علمني الإسلام بكل أدب واحترام، فاحترمت الإسلام وأحببته مِن قبل أن أفكر أنني سأكون مسلمًا في يوم من الأيام.

لذلك أنصح الجميع أن يتبعوا الأسلوب الرباني في الدعوة، بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجادلون بالتي هي أحسن، ولا يسبوا الذين يدعون من دون الله.

لذلك بسبب سماحة الإسلام مع غير المسلمين نجد أن:

1- اليهود والنصارى وجدوا الأمان الكامل والحرية الدينية والحماية في ظل حكم المسلمين لمدة تزيد على أربعة عشر قرنًا مِن الزمان، وأن الحوادث الفردية كانت مِن أعوان الظلم في النظام البائد؛ ولو كان الإسلام يضطهد غير المسلمين؛ لانقرضوا مِن زمان مِن بلادنا.

2- وكل الطوائف المسيحية وجدت حريتها الدينية الكاملة، بدليل انتشار كنائس كل الطوائف في كل بلاد المسلمين وخاصة في مصر والشام، مع أن البلاد المسيحية في أوروبا التي تدَّعي الديمقراطية لا تعطي الحرية للطوائف المسيحية المخالفة لهم، وتمنع الأرثوذكس الشرقيين -بالذات- من بناء الكنائس، والمجاهرة بعبادتهم.

3- ولولا الإسلام؛ لقتل أفراد الطوائف المسيحية بعضهم بعضًا في بلادنا هذه، كما كانوا يفعلون في مصر والشام قبل الفتح الإسلامي، وكما فعلوا في أوروبا قرونًا طويلة، ذلك؛ لأنهم يُكفِّرون بعضهم بعضًا، ولا يسمحون لمن يخالفهم بحرية العقيدة.

لذلك نقرأ في كتاب "القدس مدينة واحدة وثلاثة عقائد" للمؤرخة المعاصرة المسيحية "كارين أرمسترونج" أن: "هرقل إمبراطور الروم الكاثوليكي في سنــ634ــة أمر بتعميد جميع اليهود بالقوة، وأنه بمجرد انتصاره على الفرس اتجه إلى البطش بالمسيحيين في مصر والشام لمخالفتهم في العقيدة، وعلى العكس –تمامًا- كان الفتح الإسلامي سلميًّا بدون إراقة دماء، أو تدمير ممتلكات، أو إحراق رموز دينية مخالفة، أو طرد للسكان، أو نزع للملكية، أو إجبار أحد على الإسلام، مثلما كان يفعل الفاتحون السابقون، بل إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعد أن فتح "بيت المقدس" كتب لهم "وثيقة أمان" جاء فيها:

"هذا ما أعطى عبد الله عمر، أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وألا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم، ولا يُنقص منها، ولا من خيرها، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار منهم أحد، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية، كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها اللصوص والروم، فمن خرج منهم؛ فهو آمن على نفسه وماله حتى يبلعوا مأمنهم، ومن أقام منهم؛ فهو آمن وعليه ما على أهل إيلياء من الجزية، ولا يؤخذ منهم شيء حتى يحصدوا حصادهم. تقول: وكان على كل أسرة دفع دينار في العام"! هذا العدل الإسلامي لم نجده في أي دولة مسيحية أو يهودية أو غير ذلك أبدًا.

4- وأيضًا ذكرت "إيريس حبيب المصري" في كتابها "قصة الكنيسة القبطية" أن: "المسيحيين المصريين مِن بداية عهد "قسطنطين" سنــ325ــة، كانوا يدمرون معابد الوثنيين بقيادة الرهبان والبطاركة، أو يحولونها إلى كنائس"! هذا ما لم يفعله المسلمون في أي بلد فتحوه في أي زمن.

- ولما اختلف المسيحيون الغربيون مع الشرقيين في عقيدتهم في المسيح؛ ابتدئ اضطهاد شنيع، وقَتلَ الغربيون مِن الشرقيين الملايين، حتى جاء المسلمون وحرروهم.

وقالت "إيريس حبيب المصري": "إن كل سكان شمال إفريقيا دخلوا في الإسلام بسرعة غير مفهومة -بالنسبة لها- حتى اختفت المسيحية تمامًا في سنوات قليلة مِن ليبيا وبلاد المغرب العربي، وانضم السكان إلي جيش المسلمين".

5- وتحكي "كارين أرمسترونج" أن: "أهل الشام كانوا يرسلون إلى قادة الجيوش المسلمين يدعونهم لفتح بلادهم وتخليصهم مِن الروم المسيحيين؛ لما سمعوه عن عدالة المسلمين في حكم البلاد".

6- إن العدل كله في الشريعة الإسلامية التي لا تفرِّق بين المسلم وغير المسلم في الحقوق والواجبات(4)، ولقد شهدت كتب المؤرخين المسيحيين "كارين - وإيريس - وأندرو ميللر" بعدل الحكام المسلمين مع غير المسلمين.

- فقالت "كارين": "إن مدينة "أورشليم" في تاريخها الدموي كله لم تشهد سلامًا قط إلا حين فتحها المسلمون بيد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وحين أعاد "صلاح الدين" فتحها بدون إراقة نقطة دم واحدة".

إن العدل لا يكون إلا في دين الله، ولا يوجد مَن يعبد الله وحده على وجه الأرض إلا المسلمون فقط

7- وكان تأثير الإسلام إيجابيًّا على كل البلاد التي دخلها الإسلام، ويحكي "أندرو ميللر" أن: "الإمبراطور الروماني "ليو" سنــ726ــة أراد تطهير الكنيسة مِن أصنامها، متأثرًا بنجاح المسلمين الموحدين في كل حروبهم، فرأى أن هذا تأديب مِن الله على ازدياد الوثنية داخل الكنيسة، فأصدر المراسيم بصفته رئيسًا بمنع استعمال الصور والتماثيل في العبادة، وإبادة جميع التماثيل مِن القصر ومِن البلاد، وتبييض الحيطان التي نُقشت عليها الصور، فبدأ "حرب التماثيل" ضد الباباوات".

8- وعلى العكس مما يحدث في أوروبا، تجد أن المسيحيين وصلوا إلى مناصب عليا في بلاد المسلمين بدون تمييز بيْن طائفة وأخرى، مثلهم مثل المسلمين، حتى إن زملائي لما سافروا إلى أمريكا وأستراليا لم يحصلوا إلا على مهنة غسيل السيارات في محطات البنزين؛ لأنهم "أرثوذكس"!

بينما كتبت "إيريس" أن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- لما فتح مصر أقام منهم مديرين لمختلف المناطق، وألغى الضرائب الفادحة التي فرضها عليهم أباطرة القسطنطينية المسيحيين بلا رحمة ولا تسامح -كما تقول "إيريس"-.

9- ولأن الإسلام فيه الشريعة الكاملة التي تشمل كل ما يلزم الإنسان في دينه ودنياه وتنفعه في أمور آخرته، بينما المسيحية واليهودية حاليًا بدون شريعة على الإطلاق.

لذلك وجب التحاكم إلى الشريعة الإسلامية، لأن الدنيا بدون شريعة إلهية ضياع، كما أن كل الشرائع الوضعية تكون ناقصة، بل غالبًا تكون لصالح الحكام على حساب المحكومين، بعكس الشريعة الإسلامية التي وهبها الله لنا؛ لتكون لصالح البشرية، وتُحد من سلطان الحاكم، وتقف أمام الطغيان والفساد، لذلك؛ تحاربها الحكومات المسيحية والعلمانية؛ لئلا تظهر محاسن الإسلام!

- بل إن المسيحيين واليهود يتحاكمون للشريعة الإسلامية فيما لا يجدونه في شرائع الدنيا ولا في كتبهم؛ لإيمانهم بعدالة شريعة الإسلام وكمالها، وهذا يُحسب للإسلام والمسلمين.

- ولقد عاصرت في المسيحية تحاكمنا للشريعة الإسلامية في الميراث والطلاق عند اختلاف الطائفة والخُلع، وسألت القساوسة أيامها: لماذا لا نتحاكم للشريعة المسيحية أو اليهودية؟!

فقالوا: لا توجد شريعة مسيحية أو يهودية! وقالوا: إن البطريرك سوف يضع للكنيسة شريعة بالروح القدس، وكان هذا سنـ1988ــة. ولم توضع تلك الشريعة إلى اليوم.

- حتى الشريعة التي يضعها البطاركة تجد أن الشعوب المسيحية تنتقدها وتطالب بتغييرها؛ لأنها شرائع البشر، فلا تخلو من العيوب، ولا تكون عادلة أبدًا، ولا تفي بالحقوق للشعب، وهذا تجده واضحًا في أمريكا والفاتيكان نفسها ومصر أيضًا.

- إن العدل لا يكون إلا في دين الله، ولا يوجد مَن يعبد الله وحده على وجه الأرض إلا المسلمون فقط. ولا يصح إلا الصحيح.

- ختامًا.. أخي المسلم: عليك بالدعوة إلى عبادة الله، ويجب أن تقف بثقة تطالب بتطبيق شرع الله؛ لأنه لا يوجد له مثيل ولا بديل (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50)، ولأنه مِن أصول توحيدك؛ ولأنه صلاح البشرية، ولقد قال الحق -سبحانه وتعالى-: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد: 7).

وندعو الله أن يثبتنا وإياكم على الحق، ويحسن ختامنا، ويرزقنا الشهادة في سبيله -سبحانه- هو ولي ذلك.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال ابن كثير –رحمه الله- في "تفسيره": "اتهم بنو أبيرق بصنيعهم القبيح ذلك الرجل الصالح، وهو لبيد بن سهل، كما تقدم في الحديث، أو زيد بن السمين اليهودي على ما قاله الآخرون، وقد كان بريئًا وهم الظلمة الخونة، كما أطلع الله على ذلك رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ثم هذا التقريع وهذا التوبيخ عام فيهم وفي غيرهم ممن اتصف مثل صفتهم وارتكب مثل خطيئتهم، فعليه مثل عقوبتهم" والآية قوله تعالى: (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) (النساء: 122).

(2) حروب المسلمين لفتح البلاد كانت لإزالة الطواغيت الذين حالوا بين الناس وبين أن يروا نور الحق الذي بعث الله به أنبياءه ورسله، ولم يُكْرِهوا أحدًا على الدخول في الإسلام، فنعم فتحت البلاد بالسيف؛ لكسر الظلم والطغيان، ولم تفتح القلوب بالسيف، بل بالحجة والبيان. (كتبه/ ياسر برهامي).

(3) مع أنه لا يمنع أن يقول مسلم لنصراني أو غيره: أدعوك للإسلام؛ فقد أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هرقل: (سَلامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ) (متفق عليه). (كتبه/ ياسر برهامي).

(4) إلا فيما استثناه الشرع كالولايات على المسلمين مثلاً، وغيرها.. ولذلك تفاصيل تعرف في كتبه الفقه. (كتبه/ ياسر برهامي).