الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 17 فبراير 2010 - 3 ربيع الأول 1431هـ

ما الحكمة في خلق الخنازير، ولماذا يأكلها غير المسلمين مع ثبوت ضررها

السؤال:

هل هناك حكمة في خلق الخنازير؟ وإذا كانت الخنازير ناقلة للأمراض فكيف يأكلها الغرب مع تقدمهم الطبي؟!

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالله -عز وجل- عليم حكيم، لم يخلق شيئًا إلا لحكمة، ولو لم يكن من الحكمة إلا أن يبتلي عباده بتحريم أكلها، وأن يظهر حكمة شرعه والمصلحة التي جعلها -سبحانه وتعالى- في هذا الشرع لكفى؛ فبين كل حين وحين يظهر من إعجاز هذه الشريعة والمصالح والحكم التي تضمنتها ما يُبهر العقول، فيظهر للناس بعد حين أن الله -تعالى- ما حرم عليهم إلا الخبائث، وهناك حكم أخرى -والله أعلى وأعلم-، منها:

تقبيح صورة الكفار الذين مسخهم الله قردة وخنازير، فلعلمنا بخبث الخنزير وصفاته الدنيئة علمنا أن المسخ إلى الخنزير هو -والعياذ بالله- من شر المسخ، فقبُح إذن حال الكفار الذين مسخهم الله -تعالى- قردة، والذين مسخهم الله خنازير، إلى غير ذلك من الحكم التي الله -عز وجل- أعلم بها.

وهذا الغرب أو هؤلاء القوم الذين يأكلون هذه الخنازير هم -والعياذ بالله- قوم لا يفقهون، فتقدمهم الطبي هذا أمر لم يجعلهم يمتنعون عن الفواحش الفظيعة التي ثبتت أضرارها طبيًّا على كل الأطراف، فعلى سبيل المثال: الشذوذ الجنسي، فهذا بلا شك قد ثبتت أضراره الخطيرة على الفاعل والمفعول به، ومع ذلك يستمرون، وهذه المعاملات الربوية خبراؤهم يثبتون أضرارها، ومع ذلك يستمرون، فهم قوم لا يفقهون ولا يعقلون، مطموس على بصائرهم، والخنازير تظهر مصائبها بين الحين والآخر، ومع ذلك هم مستمرون، فالعادات غالبة.

بل إن عبادة ما يعبد الآباء والأجداد من الضرر البيِّن والسخافة الواضحة، ومع ذلك فالأمم تتابع، فالهنود صنعوا القنبلة الذرية وصنعوا الصواريخ ولا يزالون مع ذلك يعبدون البقر! البقرة تسير أمامهم وتأكل وتبول وتروث وتـُذبح أحيانـًا، والعالم كله يذبح البقر ويأكله، وهم يعتقدون أن البقرة هي الإله!!