كتبه/ محمد صادق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فبعد أي محنة سياسية أو أزمة عامة، تتجه الأنظار غالبًا إلى التحليلات والتكتيكات والخطط، بينما يغفل كثيرون عن أهم وقود لأي عمل دعوي أو إصلاحي: القلب المؤمن المربوط بالله.
- المحنة قد تستهلك من رصيد الإيمان أكثر مما تستهلك من رصيد الجهد، وإذا لم نبادر بإعادة الشحن الإيماني، سيتحول الصف إلى جسد بلا روح.
لماذا الشحن الإيماني ضرورة بعد الأزمات؟
- لأن القلوب تتعب قبل الأبدان.
- الصدمات السياسية والمعنوية تترك جروحًا داخلية تحتاج إلى تطبيب إيماني قبل التفكير في الخطط.
لأن الإيمان هو الضمانة الوحيدة للاستمرار:
- من يعمل بدافع حماسي فقط، سينهار عند أول إحباط. الإيمان يجعل العمل عبادة لا تتوقف على النتائج الظاهرة.
- لأن الابتلاء فرصة للتقرب إلى الله.
- الأزمات توقظ القلب وتكسر الغرور، وتفتح باب العودة الصادقة.
وسائل عملية لإعادة الشحن الإيماني:
- العودة للقرآن بعيون جديدة.
- قراءة آيات الصبر والنصر والابتلاء بوعي يتناسب مع الواقع الحالي.
- تدبر قصص الأنبياء الذين مروا بابتلاءات أشد.
تكثيف مجالس الذكر والدعاء:
- اللقاءات الإيمانية القصيرة لكنها متكررة تحافظ على حرارة القلب.
- تخصيص ورد دعاء جماعي للصف في هذه الفترة.
- إحياء سنة الصيام والقيام: فالصيام يُصفِّي القلب، والقيام يحيي الروح.
التوبة الفردية والجماعية:
- محاسبة النفس والبحث عن الذنوب التي قد تكون سببًا في تأخر النصر.
- الصحبة الصالحة.
- الاقتراب من الإخوة الثابتين، والابتعاد عن بؤر الإحباط والشائعات.
نماذج ملهمة للشحن الإيماني بعد المحن:
- النبي -صلى الله عليه وسلم- في بدر: ليلة المعركة قضاها في الدعاء حتى سقط رداؤه، فجاء النصر من السماء.
- عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: كان إذا نزلت بالأمة نازلة، جمع الناس للاستغفار قبل اتخاذ القرارات.
- العلماء العاملون: كثير منهم بدأ أعظم مشاريعه العلمية أو الدعوية بعد أوقات شدة وحصار.
ختامًا:
- إعادة الشحن الإيماني بعد المحن ليست رفاهية، بل هي صيانة للمحرك الذي يحرك الصف بأكمله؛ فإذا امتلأت القلوب بالإيمان، لم تعد النتائج المؤقتة قادرة على إحباطنا، وظل الطريق إلى الله مفتوحًا مهما أغلقت الطرق الأخرى.
- القلب إذا امتلأ بالله، صغر عنده كل ما سواه.