الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 23 سبتمبر 2021 - 16 صفر 1443هـ

هل تقوم الحجة الرسالية على مَن بلغته التوراة والإنجيل ولم يبلغه القرآن الكريم؟

السؤال:

ما حكم مَن نشأ في وسط قومٍ مِن النصارى يعبدون عيسى -عليه السلام- فعبده معهم، ولم تكن بلغته رسالة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، ومات على ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإذا كان قد بلغته التوراة والإنجيل فهو قد بلغه التوحيد؛ لأن فيهما التوحيد صريحًا؛ فأول الوصايا العشر في التوراة: "الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ، رَبَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ".

وفي الإنجيل أن المسيح -عليه السلام- سُئِل: "أيها المعلم: أي الوصايا هي أول الكل؟"، فقال: "كما هو مكتوب: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ، رَبَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وأن تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِن كل عقلك، وقلبك، وفكرك".

وأيضًا في الإنجيل: عن المسيح -عليه السلام- أنه قال في مناجاته لربه: "إن الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ، وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ"، وغير ذلك كثير مِن إثبات الوحدانية لله، والرسالة للمسيح -عليه السلام-، وهي عقيدة أهل الإسلام، فمَن أصر على القول بالتثليث أو ألوهية المسيح -عليه السلام- مع ما وصله مِن نصوص؛ فقد قامت عليه الحجة.

أما إذا لم يكن قد وصلته التوراة والإنجيل، ولم يبلغه إلا كلام الأحبار والرهبان؛ فهو غير معذَّب حتى يُمْتَحَن يوم القيامة.