هل يجوز للمدين المهدد بالحبس أن يقترض قرضًا ربويًّا؟ وهل يلزمه بيع بيته والسكنى في إيجار جديد لسداد الدين؟

السؤال:

1- زوجي عليه وصولات أمانة ولا يوجد لدينا سداد وهو مهدد بالحبس، فهل يجوز له أخذ قرض ربوي في هذه الحالة، فإن بعض الناس يقول: هذه ضرورة، وبعضهم يقول: الربا هنا ليس ضرورة؟

2- إن كان ذلك يجوز، فهل يلزم أن ينتظر أن يشتكوه بالوصولات فعلًا أو أن يرفعوا عليه القضية ويصدر عليه حكم بالحبس أم يجوز أن يشرع في إجراءات القرض إذا خشي الحبس؟ أم هناك مرحلة معينة لابد من انتظارها حتى يأخذ في إجراءات القرض الربوي؟

3- زوجي له بيت يسكن فيه مع إحدى زوجتيه كتب نصفه باسم أولاده (وهو الوصي عليهم) ويعيش فيه مع زوجته الأولى، ولدينا شقة إيجار جديد نعيش فيها معًا أنا وهو؟ فهل يلزمه أن يبيع بيته الأول ويسكن في إيجار جديد؟ وهل كل مَن كان مديونًا يبيع حاجاته الأساسية ولا يأكل الربا؟

4- وهل يختلف الحكم إذا كان هذا الزوج المهدد بالحبس ضعيفًا ومريضًا، ولا يستطيع العمل؛ فإنه إن كان يلزمه أن يبيع البيت ليسكن في الإيجار الجديد فلن يتمكن من المواصلة في دفع الإيجار والنفقة على زوجتيه وكلا البيتين معًا؟ نرجو التوسع في الإجابة، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:  

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛    

1- فليبحث أولًا عن طلب نَظِرَة إلى ميسرة ثم قروض حسنة، ثم زكوات وصدقات، فإذا وجد نفسه سيُحبس لا محالة؛ كان ذلك ضرورة.

2- نعم، يَلزم أن يتنظر حتى آخر خطوة قبل دخول السجن.

3- يلزمه بيع منزله؛ لأنه له أن يرجع في هبته لأولاده، بل لو كان معهم مال خاص بهم من كسبهم لوجب عليه أن يأخذ منه ما يسدد به دينه ليمتنع من الربا، ويسكن في إيجار جديد، ولا يحل له أخذ القرض الربوي مع كونه يمكنه بيع المنزل، ومنزل التمليك ليس مِن الحاجات الأساسية؛ لأنه يغني عنه منزل الإيجار.

4- مِن أين سيسدد القرض الربوي بعد ذلك إذا كان الربا مجرد تأجيل للحبس -وهو حاصل ولابد بعد حين-؟! فلا يأخذ القرض الربوي.