الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 02 سبتمبر 2013 - 26 شوال 1434هـ

هل مسئولية خدمة الأب المريض ورعايته تقع على أولاده الذكور أم الإناث؟

السؤال:

نحن ثلاث بنات وثلاثة أولاد، ووالدنا بعد وفاة والدتنا أصيب بمرض شديد جعله عاجزًا عن النطق وعن الحركة إلا بصعوبة شديدة، وبالتالي أصبحت المعاملة معه صعبة جدًّا، ولابد من وجوده ملازم له لخدمته، فظل موجودًا عند أختي الوسطى لمدة سنة كاملة دون أن يشتكي زوجها -جزاه الله خيرًا-، ثم بعد ذلك أخذ ينتقل إلى منزل الأخت الكبرى ثم منزلي أنا، وكل هذا والإخوة الذكور لا يريدون تحمل المسئولية معنا، ويقولون: أنتم البنات أحق بخدمة أبيكم وأحن عليه من زوجات أبنائه الغريبات، مع العلم أن زوجاتهم لا يريدون الوالد في بيوتهن.

وسافر اثنان من إخوتنا للعمل والأخ المتبقي لا يستضيف أباه عنده، ثم تطورت المشاكل بيننا نحن البنات وبين أزواجنا بأن هذه مسئولية إخوتكم الرجال وأن عليهم أن يحكموا في بيوتهم، وقد سأل أزواجنا بعض الشيوخ فذكر لهم أن هذه الرعاية مسئولية أولاده الرجال؛ لأن أزواج البنات من حقهم منع أي أحد من دخول منازلهم، والسؤال:

1- على من تقع مسئولية رعاية الأب الذي لا يتحمله أحد نظرًا لسوء حالته ونفسيته ومرضه؟

2- هل من الممكن أن يُطالَب البنات بإدخال الأب المريض لبيت الزوج رغمًا عنه فهذا لا أستطيعه أنا مع زوجي ولا أخواتي الأخريات، بل يمكن أن يصل الأمر للطلاق، وفي نفس الوقت لا يسمح الزوج بأن تترك الواحدة منا بيتها وأولادها خاصة في هذه الظروف -أو حتى في غيرها- وتذهب لخدمة أبيها في مكان آخر؟

3- إذا كنت حضرتك سترى أن على البنات خدمة فهل من حقنا المطالبة بأن تخصم المدة التي قضاها عندنا ونبدأ بعد أن يأخذ الإخوة الذكور مثل ما أخذنا نحن من المجهود والرعاية؟ نرجو البيان.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالخدمة واجبة على أولاده الذكور، لا يلزم زوجاتهم، بل يلزمهم هم ولو باستئجار مَن يقوم بذلك، وإذا قـَبِل أزواج البنات خدمتهن له لزم أن يشاركن في ذلك، وليس لزوجات الذكور الاعتراض على وجوده في بيوتهن؛ لأن لهن السكنى والنفقة والعشرة بالمعروف، وليس لهن منع بر والد أزواجهن الواجب.

2- سبق أن إدخال الأب لبيوت البنات إنما يكون بموافقة الأزواج أصحاب البيوت.

3- نعم، يجوز حساب هذه المدة عند الاتفاق على التقسيم.