الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 24 يونيو 2010 - 12 رجب 1431هـ

الطريق إلى الولد الصالح 8- التربية الإيمانية في مرحلة الطفولة

كتبه/ عصام حسنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيكاد يُجمع علماء النفس والتربية على أن 90% من العملية التربوية للطفل وما سوف يؤول إليه من اتجاهات انفعالية ومزاجية تتحدد في السنوات الأولى من عمره؛ لأسبابٍ منها:

- أن تكوين العادة في الصغر أيسر بكثير من تكوينها في الكبر، قال علي -رضي الله عنه-: "قلب الحدث كالأراضي الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته" "أدب الدنيا والدين ص34".

قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "أقوم التقويم ما كان في الصغر، فأما إذا ترك الولد وطبعه فنشأ عليه ومُرن؛ كان رده صعبًا.

قال الشاعر:

إن الغصون إذا قومتها اعتدلـت                     ولا يـلـيـن إذا قـــومـتـه الخـــشـب

قد ينفع الأدب الأحداث في مهل                      وليس ينفع في ذي الشيبة الأدب"

وقال الماوردي -رحمه الله-: "فأما التأديب اللازم للأب فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب ليأنس بها، وينشأ عليها؛ فيسهل عليه قبولها عند الكبر؛ لاستئناسه بمبادئها في الصغر؛ لأن نشأة الصغير على شيء تجعله متطبعًا به، ومن أُغفِل في الصغر؛ كان تأديبه في الكبر عسيرًا...".

وقال بعض الحكماء: "بادروا بتأديب الأطفال قبل تراكم الأشغال وتفرّق البال".

قال الشاعر:

ينشا الصغير على ما كان والده             إن الأصول عليها ينبت الشجر

وقال أحمد شوقي:

قد ينفع الإصلاح والتهذيـ                 ب فـي عـــهــد الــصــغــر

والنشء إن أهمـلته طفـلاً                تــعـــثــر فــــي الــكـبـــــر

- ولأن الطفل يميل في هذه الفترة إلى إرضاء والديه، ويحاول أن يستخرج منهما عبارات الثناء والإعجاب.

- ولأنها فترة طويلة يتمكن الوالد من خلالها غرس ما يريده الشرع منه في نفس طفله، ويكتشف عالمه، ومن ثمَّ يوجهه التوجيه السليم الذي يؤدي من خلاله الرسالة التي من أجلها خُلق؛ قال الله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:56-58).

- ومن العلماء من يرى توجيه الطفل منذ نعومة أظفاره -وهذا صحيح- كما سبق وأن بيناه في فترة الرضاع.

- وينبغي أن يُعلم أن مرحلة الطفولة ليست مرحلة تكليف، إنما هي مرحلة إعداد وتدريب وتعويد للوصول إلى مرحلة التكليف عند البلوغ بسلام، وتعوُّد على فعل الفرائض والواجبات وترك المحرمات، والقيام بالدين التزامًا به، ودعوة إليه.

- فعلى الوالدين أن يقوما بمسئولية التربية والتوجيه، خاصة التربية الإيمانية التي بمثابة البناء لغيره من أنواع التربية، والتي تكون بها الحياة الطيبة في الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة.

- نصح ابن عمر -رضي الله عنهما- رجلاً فقال له: "أدب ولدك؛ فإنك مسئول عن ولدك: ماذا أدبته؟ وماذا علمته؟ وإنه لمسئول عن برك وطواعيته لك".

- وذكر الله -تعالى- لنا في كتابه اهتمام إبراهيم -عليه السلام- بعقيدة أبنائه، ودعائه لهم أن يجنبهم الله -تعالى- الشرك، قال الله -تعالى-: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم:35)، وقال الله -تعالى-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (البقرة:132).

ويذكر الله -تعالى- هذا المشهد المهيب العجيب عندما حضر يعقوب الموت.. بأي شيء يوصي؟ وعلى أي شيء يطمئن؟

قال الله -تعالى-: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:133).

فهذا هو المهم الأكبر لكل والد تجاه ولده؛ أن يهتم بدينه وإيمانه.

وهذه خطوات وإرشادات لتربية ولدك إيمانيًّا في مرحلة الطفولة، نسأل الله -تعالى- أن يهدينا فيها إلى الرشاد، وأن يوفقنا للعمل بها، وأن يُصلح لنا أولادنا وأولاد المسلمين. آمين.

إيقاظ الفطرة:

- إن أوجب الواجبات على الوالدين ربط ولدهما بالله -تعالى-، وإيقاظ الفطرة التي فطره الله -تعالى- عليها، وتهذيبها بما يحبه الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وفق منهج السلف الصالح -رضي الله عنهم-، قال الله -تعالى-: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30).

"قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) أي: لدين الله، والمعنى: لا تبدلوا خلق الله، فتغيروا الناس عن فطرتهم التي فطرهم الله عليها، ويكون المعنى: خبر بمعنى النهي، وهو معنى حسن صحيح.

وقال آخرون: هي خبر على بابه، والمعنى: أن الله -تعالى- ساوى بين خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة، لا يولد أحد إلا على ذلك، والفطرة هي: الإسلام، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّـرَانِـهِ وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَـلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟!) (متفق عليه)" انتهى باختصار من "تفسير ابن كثير -رحمه الله- 3/447". وقيل: الفطرة هي: الإقرار بمعرفة الله -تعالى-.

- وعليه؛ فتحرص الأم على أن ينطق طفلها أول نطقه: "لا إله إلا الله"، كما قال إبراهيم التيمي -رحمه الله-: "كانوا يستحبون أن يُلقن الطفل: "لا إله إلا الله" سبع مرات عندما يُعرب لسانه عن الكلام؛ ليكون أول ما ينطق به" ذكره البغوي في "شرح السنة".

- وعند إرضاعه ومناغاته تردد على مسامعه اسم "الله" -تعالى- حتى ينطق بها، وتقول له: أين الله؟ وتشير بيده إلى السماء، وتقول: "فوق"، ومع التعود وتفطن الطفل إذا سئل قال: "فوق"، وهذه عقيدة العلو التي يجب إثباتها لله -تعالى- كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: للجارية: (أَيْنَ اللَّهُ؟)، قَالَتْ: "فِي السَّمَاءِ"، قَالَ: (مَنْ أَنَا؟)، قَالَتْ: "أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ"، قَالَ: (أَعْتِقْهَا؛ فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ) (رواه مسلم).

وهذا أمر مُجرب، وثبت نجاحه -ولله الحمد-.

قال ابن القيم -رحمه الله-: "فإذا كان وقت نطقهم فليلقنوا: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، وليكن أول ما يقرع مسامعهم معـرفـة الله -سبحـانه- وتوحيده، وأنه -سبحانه- فـوق عـرشه يـنظر إليهـم، ويسمع كلامهـم، وهـو معهم أينما كانوا، وكان بنو إسرائيل كثيرًا ما يسمون أولادهم به "عمان ويل"، ومعنى هذه الكلمة: إلهنا معنا، ولهذا أحب الأسماء إلى الله: "عبد الله، وعبد الرحمن"؛ بحيث إذا وعى الطفل وعقل؛ علم أنه عبد الله، وأن الله هو سيده ومولاه" اهـ من "تحفة المودود".

ويقول الغزالي -رحمه الله-: "واعلم أن ما ذكرناه في ترجمة العقيدة ينبغي أن يُقدم إلى الصبي في أول نشوئه؛ ليحفظه حفظًا، ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئًا فشيئًا، فابتداؤه الحفظ، ثم الفهم، ثم الاعتقاد والإيقان والتصديق به، وذلك مما يحصل في الصبي بغير برهان، فمن فضل الله -تعالى- على قلب الإنسان أن شرحه في أول أمر نشوئه للإيمان من غير حاجة إلى حجة أو برهان" اهـ من "الإحياء 1/94".

- وتتعلم المرأة المسلمة ذلك من أم سليم -رضي الله عنها- فإنها لما آمنت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان زوجها مالك غائبًا فقال: "أصبوتِ؟"، قالت: "ما صبوت، ولكن آمنت".

وجعلت تلقن أنسًا قل: "لا إله إلا الله"، قل: "أشهد أن محمدًا رسول الله"، ففعل.

فيقول لها أبوه: "لا تفسدي عليَّ ابني"، فتقول: "إني لا أفسده".

فخرج مالك فلقيه عدو له فقتله، فقالت: "لا جرم، لا أفطم أنسًا حتى يدع الثدي، ولا أتزوج حتى يأمرني أنس"، فخطبها أبو طلحة -وهو يومئذ مشرك-، فقالت: "إني قد آمنت، فإن تابعتني؛ تزوجتك".

قال: "فأنا على مثل ما أنتِ عليه"، فتزوجته، وكان صداقها الإسلام -رضي الله عنها-" اهـ من "سير أعلام النبلاء "ترجمة أم سليم".

- وننمي عنده الإيمان بالله -تعالى-، وحبه بتحبيب الله -تعالى- إليه؛ فيُعطى ما يحب من طعام وشراب وحلوى، ويقال له: "الذي أعطاك هذا الشيء هو الله -تعالى-"، ويكرر ذلك على مسامعه.

- وإن صاحبه في طريق أو متنزه يلفته إلى خلق الله -تعالى- من: السماء والأرض، والشمس والقمر، والأشجار والأنهار، ويقول له: "إن خالق هذه الأشياء الجميلة هو الله -تعالى-"، ويسأله: "من خالق السماء؟"، فيقول: "الله -تعالى-"، "من خالق الأرض والأشجار؟"، فيقول: "الله -تعالى-".

ويُركز على ذلك خاصة في سن السابعة؛ لأنه يميل إلى التأمل والعزلة. "توجيهات تربوية".

وأما الولد المميز الذي حصَّل عن طريق المدرسة بعض المعلومات من مادة العلوم وغيرها؛ فيستخدم معه أسلوب الحوار المباشر؛ فيسأله عن عملية الإنبات، ومن خلال جواب الطفل يربطه بالله -تعالى-، وأن الله -تعالى- هو الذي أنزل المطر من السماء، وأنه -تعالى- الذي أنبت الزرع بقدرته وبرحمته ولطفه بعباده، ولذلك؛ يجب أن يحمد ويحب ويطاع. "مسئولية الأب المسلم" بتصرف.

كما يحِّدثه عن عجائب صنع الله في مخلوقاته، ويكرر أثناء كلامه تمجيد الله وتعظيمه: "الله -سبحانه وتعالى-"، "الله -عز وجل-"...

- ولا يسمح له إذا ذكر الله -تعالى- إلا بتمجيده وتعظيمه.

- ويستغل كل فرصة لغرس محبة الله -تعالى- في نفس الطفل.

- وأن تحفـِّظه سورة "الإخلاص" التي هي صفة الله -تعالى- التي يحب الله -تعالى- من أحبها كما ورد في حديث الأنصاري -رضي الله عنه-.

- وأن تحفـِّظه أسماء الله الحسنى، وتشرح له بطريقة مبسطة.

- وأن يُعلـمه أن الله -تعالى- قـريب منـا، يرانا ويسمعنا، ومطلع على أحوالنا، ولذلك؛ فلابد من مراقبته في أقوالنا وأفعالنا، ولا بد أن يرانا على ما يحبه ويرضاه، كما قال الله -تعالى- عن لقمان وهو يعظ ابنه: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان:16).

وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما- وهو رديفه يومًا: (يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللَّهَ؛ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ؛ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ؛ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ؛ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ؛ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ؛ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

- وهذا يمكن تحقيقه في سن التمييز؛ إذ يمكنه أن يفكر بصورة مجردة، ويُدرك تلك المعاني، وأما إذا قارب سن البلوغ فإنه يسلك معه الأسلوب المباشر فيذكر له الآيات والأحاديث التي تحض على مراقبة الله -تعالى-، وذلك في الجلسات الخاصة والأوقات المناسبة.

- وحبذا لو رأى منا أثر هذا الإيمان وهذه المراقبة؛ فإنها تؤصل أصولاً، وتبني قواعدَ في نفسه، يقول ابن الجوزي -رحمه الله-: "ولقيتُ عبد الوهاب الأنماطي، فكان على قانون السلف، لم يُسمع في مجلسه غيبة، ولا كان يطلب أجرًا على سماع الحديث، وكذلك إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق؛ بكى واتصل بكاؤه، فكان -وأنا صغير السن حينئذ- يعمل بكاؤه في قلبي، ويبني قواعدَ، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل، ولقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يلقي، متقنًا متحققًا، وربما يسأل الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقف فيها حتى يتيقن، وكان كثير الصوم والصمت، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما، ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أشد من الدليل بالقول" اهـ من "صيد الخاطر ص117-118".

وأن يعوده الصلاة ويدربه عليها عن طريق المشاهدة من سن مبكرة قبل التمييز من خلال الأم في البيت، وصلاة الأب للنوافل في البيت، مع اهتمام وخشوع، فيتولد في نفس الطفل تعظيم لله -تعالى- وحب له.

- وكثيرًا ما نجد من أولادنا في هذا السن تقليدًا ومحاكاة لنا في الصلاة.

- وينبغي أن يُعوَّد الاستنجاء، وتنظيف نفسه، وإزالة النجاسة عنه، وهذا يكون بالمتابعة الجيدة والتعويد.

- فإذا قارب الولد سن التمييز؛ دربناه على الوضوء بأن نتوضأ أمامه، ونطلب منه أن يتوضأ كما توضأنا مع التوجيه والإرشاد.

وهكذا في كل صلاة حتى يتمكن الوضوء من نفسه، مع اصطحاب أسلوب المدح والتشجيع مع الرفق واللين، ولا يعنفه أو يلزمه حتى لا ينفر من الصلاة.

- وأن نعرفه فضل الوضوء؛ ليحرص عليه وليقبل عليه بحب.

- فإذا بلغ السابعة أمرناه بالصلاة؛ امتثالاً لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، وهذا واجب.

قال القاضي: "يجب على ولي الصبي أن يعلمه الطهارة والصلاة؛ إذا بلغ سبع سنين، ويأمره بها، ويلزمه أن يؤدبه عليها إذا بلغ عشر سنين؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلاةَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ابْنَ عَشْرٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وهذا التأديب المشروع في حق الصبي؛ لتمرينه على الصلاة كي يألفها ويعتادها، ولا يتركها عند البلوغ، ولا فرق فيما ذكرناه بين الذكر والأنثى" اهـ بتصرف من "المغني".

- ولا تتركه يصلي إلا طاهرًا ساترًا لعورته حتى يتعود ذلك ويألفه؛ لأنه صائر إليه.

- ويتابعه في ذلك ويشجعه، رُويَ عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "حافظوا على أبنائكم في الصلاة، وعودوهم الخير؛ فإن الخير عادة".

- فإذا بلغ العاشرة فذكره بالآيات والأحاديث في فضل الصلاة، وأن تعوده السنن الرواتب مع الصلوات.

- وحبذا لو صليت به ركعتين في جوف الليل، أو يُصلي بك إن كان يحفظ شيئًا من القرآن، لكن لا ينبغي أن تثقل عليه في ذلك؛ فإن كان يريد النوم أو غلبه؛ فلتدعه ينم رفقًا به.

- ولا شك أن تعوُّده النوافل خاصة قيام الليل يدفعه للحفاظ على الفرض، وعلى محبة التقرب لله -تعالى-.

- أما إذا قصر في الصلاة فينصح ويذكر بالله -تعالى-، ونادرًا ما يستمر في إهماله؛ لأن الطفل في هذه السن يحرص على طاعة والديه وإرضائهما؛ أملاً في المكانة الجيدة لديهما من إعجاب وتقدير، وعلى الوالد أن يستغل هذه المرحلة جيدًا، فيشجعه ويثني عليه، ويعطيه المكانة اللائقة به بين أفراد الأسرة -والله المستعان-.

- فإن وجدنا منه إهمالاً؛ فعلى الأب زجره وإهماله وهجره، وحرمانه من بعض الأشياء المحببة إليه، وهنا تظهر ثمرة ملاعبته سبعًا؛ إذ يجد الولد في هجر أحب الناس إليه ألمًا نفسيًّا شديدًا لا يحتمله، فيسارع إلى إرضاء أبيه بإرضاء الله -تعالى-، والمحافظة على الصلاة.

- وإن لم يفلح ذلك؛ لجأ إلى الضرب غير المبرح؛ امتثالاً لأمره -صلى الله عليه وسلم-: (وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ).

- أما إن قصر الوالد في تعويد ولده الصلاة منذ السابعة؛ فلا يصح أن يضربه عليها لعشر؛ بل لابد من استخدام أسلوب التدريج والتعويد من جديد، حتى وإن تعدى الولد سن العاشرة، فمن الخطإ أن يُظن قيام الولد بالصلاة عن طواعية في العاشرة أو البلوغ؛ ما لم يكن قد تعود عليها قبل ذلك.

- فعلى الأب أن يُراعي أولاده منذ الصغر في أمر صلاتهم، وليعلم أنه مسئول عن هذه الأمانة، فليعد للسؤال جوابًا.

- ولا بأس أن يصطحبه إلى المسجد؛ إذا أمِن تلويثه المسجد وعدم بكائه تشويشًا على المصلين، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحمل "الحسن" أو "الحسين" ويأتي بهما المسجد، وصلى مرة حاملاً "أمامة"، وربما ركبه ابنه وهو في الصلاة -صلى الله عليه وسلم-.

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "يُصان المسجد عما يؤذيه ويؤذي المصلين فيه، حتى رفع الصبيان أصواتهم فيه، وكذلك توسخيهم لحصيره، ونحو ذلك، لا سيما إن كان وقت الصلاة، فإن ذلك من عظيم المنكرات" اهـ من "مجموع الفتاوى".

- وإذا بلغ السابعة وأخذه والده إلى المسجد فينبغي أن يهيئه لذلك، وأن يعده للصلاة في المسجد، وأن يحببه إليه ليشتاق له.

- وعليه أن يتفق مع إمام المسجد وبعض إخوانه المصلين على أن يستقبلوا ولده استقبالاً حسنًا، وهذا مهم جدًّا، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يعلقون "قنو التمر" -أي: غصنه- في المسجد؛ ليأكل منه الأطفال وغيرهم، وفي ذلك ترغيب لهم في إتيان المسجد ينبغي أن يتعلمه المصلون، لا أن ننهرهم أو نزجرهم ونخرجهم من المسجد، فننفرهم من الصلاة ومن الإسلام، وقد ينهر أحد المصلين طفلاً صغيرًا، فيظل الموقف عالقًا في ذهنه، ويستثمره الشيطان في صده عن دخول المسجد حتى بعد أن يصير شابًّا، كما نسمع ذلك كثيرًا -وإنا لله وإنا إليه راجعون-..

- ولا بأس من جعلهم يصلون بين الرجال؛ لتعليمهم واجتناب شغبهم، فلم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه جعل لهم صفًا خاصًا، بل وقف ابن عباس -رضي الله عنهما- جنب النبي -صلى الله عليه وسلم- في صف واحد.

- والأولى أن يذهب به إلى مسجد سنة لا يطيل إمامه الصلاة حتى لا ينفر ويفلت.

- وعليه أن يُرغبه في حفظ القرآن في المسجد.

- وعليه أن يرغبه في صلاة الجمعة، وأن يعوده على ذلك بالقدوة ابتداءً من تعظيم اليوم والاغتسال، وارتداء أحسن الثياب ووضع الطيب، والذهاب مبكرًا إلى المسجد.

- ولا يشتد مع الولد دون العاشرة، بل يسلك معه أسلوب الترغيب والتشويق.

- وإن وجد من ابنه إحجامًا؛ حاول أن يتعرف على سبب ذلك، فإن كان بسبب تطويل الخطبة صبَّره أو صلى به في مسجد يُقصر إمامه الخطبة.

- وإن كان بسبب الذهاب مبكرًا؛ فليحاول أن يذهب إليها قبلها بيسير، ولا يشدد مع الولد قبل سن العاشرة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه دخل مرة المسجد يوم الجمعة؛ فوجد غلامًا فقال له: "يَا غُلام اذْهَب الْعَب"، قَال: "إِنَّمَا جِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ"، قَال: "يَا غُلام اذْهَب الْعَب"، قَال: "إِنَّمَا جِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ"، قَال: "فَتَقْعُد حَتَّى يَخْرُج الإِمَام؟"، قَال: "نَعَم" (رواه أحمد).

- وإذا كان يوم عيد؛ فليهيئه لاستقباله وصلاته، ويدخل عليه الفرحة والسرور، ويُعد له مكافأة تشجيعية بسبب إتمام صوم رمضان إن كان مطيقًا لذلك، أو صوم بعضه إن كان غير مطيق.

وهكذا يسلك الوالد جميع السبل التي تلزم ولده طاعة الله -تعالى-. والله المستعان.

- وأن يعوداه الصوم -إن كان مطيقًا له-، وقد استحب ذلك جماعة من السلف، وجمهور العلماء منهم: ابن سيرين والزهري وبه قال الشافعي أنهم يؤمرون به إذا أطاقوه، وحدَّه أصحابه بالسبع والعشر كالصلاة، وحدَّه إسحاق باثنتي عشرة سنة، وأحمد في رواية بعشر سنين؛ لحديث الُّربيِّع بنت معوذ -رضي الله عنها- قالت: أَرْسَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ: (مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا؛ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا؛ فَليَصُمْ). قَالَتْ: "فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ؛ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ". (رواه البخاري)، ولمسلم: "وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ".

قال ابن حجر -رحمه الله-: "فيه حجة على مشروعية تمرين الصبيان على الصيام؛ لأن من كان في مثل هذا السن الذي ذكر في هذا الحديث فهو غير مكلف، وإنما صنع لهم ذلك للتمرين" اهـ من "فتح الباري" بتصرف.

- وعليه أن يُشجعه ويحفزه لذلك، ويجعل مكافأة في آخر شهر رمضان لمن صام توزع ليلة العيد -والله المستعان-.

- وأن يُستقبل أول رمضان يأتي عليه ويَعِيه استقبالاً حافلاً حتى يعظم عنده.

- وإذا ما سأل الولد عن الله -تعالى- يُجاب إجابة يفهمها مثله، ولا يُزجر أو يُنهى عن ذلك؛ فإن هذا يترك أثرًا سيئًا في نفسه، ويقطع عليه طريق التعلم.

- ويجب على الوالدين غرس محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- في قلب ولدهما، ويكون ذلك بكثرة الحديث عنه، وحكاية سيرته، وكثرة الصلاة والسلام عليه، وأن نعوِّده أن يصلي عليه إذا ذُكر، ولا يُسمح له عند ذكره بدون الصلاة والتسليم عليه، وأن الله -تعالى- يصلي عليه ويثني عليه في الملإ الأعلى إن صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- وأن نعلمه مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما كان السلف يفعلون؛ فعن علي بن الحسن قال: "كنا نعلم مغازي النبي -صلى الله عليه وسلم- كما نعلم السورة من القرآن".

- وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: "كان أبي يعلمنا مغازي النبي -صلى الله عليه وسلم- يعدها علينا، ويقول: هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوها" اهـ من مقدمة "السيرة" للصلابي.

- قال السمعاني -رحمه الله-: "يجب على الآباء تعليم أولادهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بُعث بمكة إلى كافة الثقلين، ودُفن بالمدينة، وأنه واجب الطاعة والمحبة" "فيض القدير" للمناوي.

- وأن يغرس فيه الإيمان بالقضاء والقدر عن طريق القدوة والعادة؛ فإذا حدث مكروه؛ قلت أمامه: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وإذا كسر شيء؛ قال: "قدر الله وما شاء فعل".

- وإن كان الولد مبتلى في شيء من أعضائه؛ صبَّره على ذلك، وذكره بحمد الله -تعالى- على نعمه، والرضا عنه، وأن الله -تعالى- إن كان ابتلاه في شيء فقد عوَّضه في آخر، ويذكر له بعض قصص العلماء والصالحين الذين ابتلوا في أجسامهم؛ كيف كان صبرهم ورضاؤهم عن الله -تعالى-، كيف علمهم الله -تعالى- حتى صاروا سادة الناس؟!

- وأن يتلو عليه الآيات والأحاديث التي تعمق الإيمان بالقضاء والقدر، وأن كل شيء بقدر، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.

- وتحكى له قصص الأنبياء والمرسلين بطريقة مبسطة، ولا بأس بإعطائه قصة يقرؤها عن نبي من أنبياء الله -تعالى-، ومطالبته بقصها عليك أو على الأسرة.

- وتحدثه عن ملائكة الله -تعالى-، وأنهم خلقٌ من نور، وأن الله وكل إليهم أعمالاً يقومون بها، وأنه تنبغي محبتهم وعدم أذيتهم؛ لأنهم معنا إذا ذكرنا الله وصلينا.

- وفي سن السادسة يميل الطفل إلى الطمع وحب الاستئثار بالأشياء، فحدثه عن الجنة، ورغبه باستمرار فيها، وأنه سيجد فيها ما يشتهيه ويحبه.

- وتحدثه عن الإيمان بالكتب إجمالاً وتفصيلاً، وأن القرآن العظيم هو خاتمة هذه الكتب وناسخها، والمهيمن عليها، وأنه ينبغي أن يحب القرآن.

- وأن يحبب إليه القرآن، وأن نعلمه إياه، إما بأنفسنا -إن كنا مطيقين لذلك- أو نعهد به إلى المحفظ المتقن الصالح الذي يكون قدوة صالحة للطفل، ولا ينبغي التهاون في ذلك إطلاقًا؛ فإن القرآن نور وهداية وموعظة وشفاء لما في الصدور، ويرجى للولد الذي في جوفه القرآن خيرًا؛ فقد رُويَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ" (رواه أحمد والترمذي، وضعفه الألباني)، ومفهوم المخالفة: أن الذي في جوفه شيء من القرآن كالبيت العامر، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ) (رواه مسلم)، فإذا كان هذا في البيت فكيف بمن يتلوها وهي في جوفه؟! ألا يفر منه الشيطان.. ؟!

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) (رواه البخاري)، ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما- وهو صغير: (اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ) (رواه البخاري).

وقد استجاب الله -تعالى- دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان حبر الأمة وترجمان القرآن؛ فعن ابن أبي مليكة قال: سمعت ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: "سلوني عن سورة النساء؛ فإني قرأت القرآن وأنا صغير" (رواه الحاكم وصححه).

- وكذلك كان السلف يهتمون بأولادهم؛ فعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "أرسلني أبي إلى عبد الله ابن سلام أتعلم منه"، وعن عكرمة -إمام في التفسير-: "كان ابن عباس -رضي الله عنهما- يجعل في رجلي الكبل -القيد- يعلمني القرآن والسنة".

قال  ابن خلدون -رحمه الله-: "اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار من شعائر الدين، أخذ به علماء الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم؛ لما يسببه في القلوب من رسوخ الإيمان، وصار القرآن أصل التعلم الذي ينبني عليه ما يحصل بعد من الملكات، وسبب ذلك أن تعليم الصغير أشد رسوخًا وهو أصل لما بعده؛ لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات، وعلى حسب الأساس وأساليبه يكون حال ما ينبني عليه" اهـ من "المقدمة ص215".

وقال السيوطي -رحمه الله-: "تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام، فينشئون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال" اهـ نقلاً عن "المنهاج النبوي".

- وأن يعلمه حب الصحابة -رضي الله عنهم- خاصة أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-؛ فحبهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، وليأمن عليه من عقيدة الروافض الذين يكفرون صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويبغضونهم، ويسبون أبا بكر وعمر ويلعنونهما.

- وقد كان السلف -رضي الله عنهم- يهتمون بأولادهم في ذلك، قال الإمام مالك -رحمه الله-: "كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يُعلمون السورة من القرآن" "أصول الاعتقاد للالكائي".

- يستوي في ذلك كله الذكر والأنثى، وتزيد الأنثى أن يعودها الحجاب والحياء من السابعة؛ حتى تعتاده عند البلوغ.

وبعد؛

فهذه مسئولية عظيمة في عنق الوالدين يسألهما الله -تعالى- عنها، فليستعينا بالله -تعالى- على القيام بها، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، والله -تعالى- أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعلى آله وصحبه أجمعين.