الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 14 فبراير 2022 - 13 رجب 1443هـ

مدخل إلى علم السياسة (7) جماعات المصالح

كتبه/ محمود عبد الفتاح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

جماعة الضغط أو المصالح: هي مجموعة منظَّمة، وعادة ما تُنظّم هذه الرابطة رسميًّا من الأشخاص أو المنظمات الذين يتشاركون في المصالح والاهتمامات، والذين يحاولون التأثير في الحكومات وفي وجهات نظر الأشخاص، لإقناع السلطات المعنية بإحداث تغيير ما في السياسة العامة، وذلك بهدف كسب منافع لقضاياهم التي يتبنونها، كتغيير القوانين.

تسعى جماعات الضغط -كما تشير التسمية- إلى تحقيق أهدافها عن طريق الحشد والضغط على الجهات المعنية بصنع القرار.

ومن الجدير بالذكر: أن معظم جماعات المصالح لا يتم تشكيلها لأغراض سياسية، حيث عادةً ما يتم تأسيسها وتوظيفها لتعزيز المصالح المهنية أو التجارية أو الاجتماعية أو المهنية لأعضائها عن طريق الترويج لبرامجها ونشر المعلومات المتعلقة بذلك، وبالتالي فإن أغلب هذه الأنشطة غير سياسية؛ إلا أنها تفرض على الجماعة في بعض الأحيان الدخول إلى الساحة السياسية عندما يكون هذا المسار حتميًّا، ولا بديل عنه لحماية مصالحها أو عند الحاجة للحصول على تمويل حكومي، حيث إنه لا يمكن بطبيعة الحال الفصل بين السياسة والمصالح.

تسعى هذه الجماعات إلى التأثير في قرارات السلطة، ولكن من خارج دائرة الحكم، وليس للوصول إلى السلطة أو السيطرة على المراكز الرسمية فيها، على عكس الأحزاب السياسية.

عادةً ما يكون عدد جماعات المصالح والأشخاص المنتمين إليها أكبر بشكل ملحوظ في المجتمعات الأكثر ازدهارًا اقتصاديًّا، أما في البلدان الأقل ثراءً، يكون فيها عدد جماعات المصالح أقل وذات إمكانية أقل للتطور، كما يكون الضغط أكثر رسمية وأكبر تأثيرًا في الديمقراطيات، مقارنةً مع نظيره في الدول الاستبدادية والنامية، حيث يكون غير رسمي إلى حدٍّ كبيرٍ، مع محدودية الوصول إلى الحكومة.

هناك ثلاثة عوامل لها أهمية خاصة في تشكيل إستراتيجيات وتكتيكات الضغط:

الأول: طبيعة النظام السياسي؛ ديمقراطيًّا كان أم سلطويًّا، حيث تكون الخيارات المتاحة أكبر في المجتمعات الديمقراطية لوجود عدد أقل من القيود عليها.

العامل الثاني: هو كيفية صنع القرار في السياسة العامة عن طريق التأثير في متخذ القرار؛ سواء كان رسميًّا مثل وزير أو مسؤول حكومي، أو غير رسمي مثل مسئول في حزب سياسي.

العامل الثالث: هو الثقافة السياسية المرتبطة بالنشاط الجماعي والضغط. 

عناصر جماعة الضغط:

تتكون جماعات الضغط من ثلاثة عناصر أساسية هي:

1- عنصر التنظيم: لاستمرار وجود الجماعة الضاغطة ينبغي لها أن تتوافق على قواعد خاصة لتنظيم شؤونها، فهي كيان مستقل قائم بذاته ويؤثّر ويتأثر بتصرّفات الأفراد المنتسبين إلى الجماعة، وهذه العلاقات قائمة على المصلحة المشتركة بين الأفراد وليست علاقات شخصية بالأساس.

2- الدفاع عن المصالح: فتسعى لتنظيم مصالحها والدفاع عنها؛ سواء كانت هذه المصالح مادية أو معنوية.

3- ممارسة الضغط: هذا العنصر ما يميِّز جماعة المصلحة عن جماعة الضغط، حيث يميز العديد من المؤلفين بين جماعات المصالح وجماعات الضغط على أساس محاولة التأثير في قرارات السلطة العامة، فعندما تحاول الجماعة أن تضغط على الجهاز الحكومي للتأثير على اتخاذ قرارات تحقّق مصالحها تتحوَّل عندها جماعة المصلحة إلى جماعة ضغط كمثال عملي على ذلك، تعتبر أي نقابة جماعة مصلحة إذا استخدمت أدواتها الخاصة لتنظيم المهنة، وضبط القواعد المهنية للمنتسبين إليها، أما إذا حاولت الضغط والتأثير في السلطة الحاكمة للحصول على تعديل قانوني يخص تنظيم أعمالها؛ فتصبح عندها جماعة ضاغطة.