الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 18 يوليه 2021 - 8 ذو الحجة 1442هـ

حكم التلفيق والجمع بين روايات الحديث وروايتها على أنها حديث واحد

السؤال:

إذا كان الحديث صحيحًا، لكن له روايات مختلفة عند البخاري ومسلم، وعند النسائي وأبي داود، فهل يجوز رواية الحديث باختيار الألفاظ المناسبة مِن كلِّ رواية مِن هذه الروايات، يعني من مجموع هذه الروايات أم لا بد من الالتزام بسياق شخصٍ واحدٍ على أساس أن هذه الروايات مع اختلاف ألفاظها، الأصل أنها لم ترد هكذا في سياقٍ واحدٍ؟

ومثال يحضرني على ذلك (وهذا المثال على سبيل التمثيل فقط على ما أريد من التلفيق والجمع بين الروايات في سياقٍ واحدٍ) وهو: أن في رواية البخاري مثلًا: (اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَة)، وعند مسلم وغيره: (وَلَوِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا)، فهنا نلاحظ أن السياق مختلف؛ فإن الحديث الذي عند البخاري ليس فيه: (يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ)، فهل يجوز أن أقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَة يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ)، فأكون بهذا نسبتُ الحديث بهذا السياق الملفَّق من مجموع روايتين أو أكثر إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ وإذا كان يجوز؛ فإلى أي مصدر أنسبه، وأنا قد جمعته من رواياتٍ كثيرةٍ؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالصحيح أن تقول: "وفي رواية" ثم تذكر الرواية، وإن كان هذا التلفيق الذي تذكره قد فعله جماعات مِن المحدِّثين.