الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 04 يوليه 2021 - 24 ذو القعدة 1442هـ

الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (24)

 قصة بناء الكعبة (22)

كتبه/ ياسر برهامي 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

قوله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:127).  

تدل هذه الآية الكريمة على أن: القواعد كانت قبل أن يبني إبراهيم -عليه السلام-، والله -عز وجل- أعلم مَن الذي بناها قبل ذلك أو مَن الذي وضعها، والآثار التي وردت في ذلك كلها من الإسرائيليات أو من الأخبار المرسلة والمقطوعة، لم يثبت منها شيء للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما الذي ثبت هو وجود هذه القواعد أسفل البيت وأوسع من البناء الحالي، ويدل على ذلك قصة بناء الكعبة قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكذلك قصة بناء عبد الله بن الزبير للكعبة؛ عندما احترقت زمن حصار جنود يزيد بن معاوية لعبد الله بن الزبير ورَمْي مكة بالمنجنيق.

قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: "ذِكْر بناء قريش الكعبة بعد إبراهيم الخليل -عليه السلام- بمدد طويلة، وقبل مَبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنين، وقد نَقَل معهم في الحجارة، وله مِن العمر خمس وثلاثون سنة -صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدِّين-.  

قال محمد بن إسحاق بن يسار، في السيرة: ولما بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمسًا وثلاثين سنة، اجتمعت قريش لبنيان الكعبة، وكانوا يَهمون بذلك لِيسْقِفُوها، ويهابون هدمها، وإنما كانت رَضْمًا فوق القامة، فأرادوا رفعها وتسقيفها، وذلك أن نفرًا سرقوا كنز الكعبة، وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة، وكان الذي وجد عنده الكنز دُوَيْك مولى بني مُلَيح بن عمرو بن خزاعة، فقطعت قريش يده. ويزعم الناس أن الذين سرقوه وضعوه عند دُوَيْك. وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة، لرجل من تجار الروم، فتحطمت، فأخذوا خشبها فأعدوه لتسقيفها.

وكان بمكة رجل قبطي نجار (أي: مصري)، فتَهَيَّأ لهم في أنفسهم بعضُ ما يصلحها، وكانت حية تخرج من بئر الكعبة التي كانت تُطرح فيها ما يُهدى لها كل يوم، فتُشْرف على جدار الكعبة، وكانت مما يهابون. وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احْزَأَلَّتْ (ارتفعت واسْتَوْفَزَت للوثوق) وكَشَّت وفتحت فاها، فكانوا يهابونها، فبينا هي يومًا تُشْرف على جدار الكعبة كما كانت تصنع، بعث الله إليها طائرًا فاختطفها، فذهب بها. فقالت قريش: إنا لنرجو أن يكون الله قد رضي ما أردنا، عندنا عامل رفيق، وعندنا خشب، وقد كفانا الله الحية.

فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنيانها، قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم، فتناول من الكعبة حجرًا، فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه. فقال: يا معشر قريش، لا تُدْخِلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيبًا، لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس.

قال ابن إسحاق: والناس ينتحلون هذا الكلام للوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.

قال: ثم إن قريشًا تجزَّأَت الكعبة، فكان شق الباب لبني عبد مناف وزُهْرة، وكان ما بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم، وكان ظهر الكعبة لبني جُمَح وسُهْم، وكان شق الحِجْر لبني عبد الدار بن قُصي، ولبني أسد بن عبد العزى بن قُصي، ولبني عدي بن كعب بن لؤي، وهو الحطيم.

ثم إن الناس هابوا هدمها وفَرِقوا منه (خافوا)، فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم في هدمها: فأخذ المِعْول ثم قام عليها وهو يقول: اللهم لم تَرُعِ، اللهم إنا لا نريد إلا الخير. ثم هدم من ناحية الركنين، فتربَّص الناس تلك الليلة، وقالوا: ننظر، فإن أصيب لم نهدم منها شيئًا، ورددناها كما كانت، وإن لم يصبه شيء فقد رضي الله ما صنعنا. فأصبح الوليد من ليلته غاديًا على عمله، فهدم وهدم الناس معه، حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس -أساس إبراهيم عليه السلام- أفضوا إلى حجارة خضر كالأسنة (قلتُ: أظنه تصحيفًا، والصواب كالأَسْنِمَة؛ أي: أسنمة الجمال) آخذ بعضها بعضًا.

قال  محمد بن إسحاق: فحدثني بعض مَن يروي الحديث أن رجلًا من قريش، ممَّن كان يهدمها، أدخل عَتَلة بين حجرين منها ليقلع بها أيضًا أحدهما، فلما تحرك الحجر انتفضت مكة بأسرها، فانتهوا عن ذلك الأساس.

قال ابن إسحاق: ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها، كل قبيلة تجمع على حدة، ثم بنوها، حتى بلغ البنيان موضع الركن -يعني: الحجر الأسود- فاختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى، حتى تحاوروا وتخالفوا، وأعدوا للقتال. فقرَّبت بنو عبد الدار جَفْنة مملوءة دمًا، ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت، وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجَفْنة، فسموا: لَعْقَة الدم. فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمسًا، ثم إنهم اجتمعوا في المسجد فتشاوروا وتناصفوا.

فزعم بعض أهل الرواية: أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وكان عامَئِذٍ أسنَّ قريش كلهم، قال: يا معشر قريش، اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد، يقضي بينكم فيه؛ ففعلوا، فكان أول داخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما رأوه قالوا: هذا الأمين رضينا، هذا محمد، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر، قال -صلى الله عليه وسلم-: هَلُمَّ إليَّ ثوبًا؛ فأُتِي به، فأخذ الركن -يعني: الحجر الأسود- فوضعه فيه بيده، ثم قال: لِتَأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعًا؛ ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه؛ وضعه هو بيده -صلى الله عليه وسلم-، ثم بنى عليه، وكانت قريش تسمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن ينزل عليه الوحي: الأمين.

قال ابن إسحاق: وكانت الكعبة على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمانية عشر ذراعًا، وكانت تُكْسى القَبَاطِي، ثم كُسِيت بعدُ البَرَودَ، وأول مَن كساها الديباج: الحجاج بن يوسف.

قال ابن كثير: قلتُ: ولم تزل على بناء قريش حتى احترقت في أول إمارة عبد الله بن الزبير بعد سنة ستين وفي آخر ولاية يزيد بن معاوية، لما حاصروا ابن الزبير، فحينئذٍ نقضها ابن الزبير إلى الأرض وبناها على قواعد إبراهيم -عليه السلام- وأدخل فيها الحجر، وجعل لها بابًا شرقيًا، وبابًا غربيًا ملصقين بالأرض، كما سمع ذلك مِن خالته عائشة أم المؤمنين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم تزل كذلك مدة إمارته حتى قتله الحجاج، فردَّها إلى ما كانت عليه بأمر عبد الملك بن مروان له بذلك، كما روى مسلم بن الحجاج في صحيحه: عن عطاء، قال: لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام، وكان من أمره ما كان، تركه ابن الزبير حتى قَدِم الناس الموسم يريد أن يجرئهم أو يحزبهم على أهل الشام، فلما صدر الناس قال: يا أيها الناس، أشيروا عليَّ في الكعبة، أنقضها ثم أبني بناءها أو أصلح ما وَهَى منها؟ قال ابن عباس: فإني قد فَرَق لي رأي فيها، أرى أن تصلح ما وَهَى منها، وتدع بيتًا أسلم الناس عليه وأحجارًا أسلم الناس عليها، وبُعث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال ابن الزبير: لو كان أحدهم احترق بيته ما رضي حتى يجدده، فكيف بيت ربكم -عز وجل-؟! إني مستخير ربي ثلاثًا ثم عازم على أمري، فلما مضت ثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها.

فتحاماها الناس (أي: خافوا) أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر مِن السماء، حتى صعده رجل، فألقى منه حجارة، فلما لم يره الناس أصابه شيء تتابعوا، فنقضوه حتى بلغوا به الأرض. فجعل ابن الزبير أعمدة يُسْتَر عليها الستور، حتى ارتفع بناؤه.

وقال ابن الزبير: إِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لَوْلَا أَنَّ النَّاسَ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، وَلَيْسَ عِنْدِي مِنَ النَّفَقَةِ مَا يُقَوِّي عَلَى بِنَائِهِ، لَكُنْتُ أَدْخَلْتُ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ خَمْسَ أَذْرُعٍ، وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابًا يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْهُ، وَبَابًا يَخْرُجُونَ مِنْهُ)، قَالَ: (فَأَنَا الْيَوْمَ أَجِدُ مَا أُنْفِقُ، وَلَسْتُ أَخَافُ النَّاسَ)، قَالَ: فَزَادَ فِيهِ خَمْسَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ حَتَّى أَبْدَى أُسًّا نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَبَنَى عَلَيْهِ الْبِنَاءَ وَكَانَ طُولُ الْكَعْبَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا زَادَ فِيهِ اسْتَقْصَرَهُ، فَزَادَ فِي طُولِهِ عَشْرَ أَذْرُعٍ، وَجَعَلَ لَهُ بَابَيْنِ: أَحَدُهُمَا يُدْخَلُ مِنْهُ، وَالْآخَرُ يُخْرَجُ مِنْهُ. فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، وَيُخْبِرُهُ: أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ وَضَعَ الْبِنَاءَ عَلَى أُسٍّ نَظَرَ إِلَيْهِ الْعُدُولُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِنَّا لَسْنَا مِنْ تَلْطِيخِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي شَيْءٍ، أَمَّا مَا زَادَ فِي طُولِهِ فَأَقِرَّهُ، ‌وَأَمَّا ‌مَا ‌زَادَ ‌فِيهِ ‌مِنَ ‌الْحِجْرِ ‌فَرُدَّهُ ‌إِلَى ‌بِنَائِهِ، ‌وَسُدَّ ‌الْبَابَ ‌الَّذِي ‌فَتَحَهُ، ‌فَنَقَضَهُ ‌وَأَعَادَهُ ‌إِلَى ‌بِنَائِهِ (رواه مسلم).

قال ابن كثير -رحمه الله-: وقد كانت السُّنَّة إقرار ما فعله عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-؛ لأنه هو الذي ودَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ولكن خَشِيَ أن تُنْكِره قلوبُ بعض الناس؛ لحداثة عهدهم بالإسلام وقُرْب عهدهم من الكفر، ولكن خفيت هذه السُّنَّة على عبد الملك بن مروان؛ ولهذا لما تحقق ذلك عن عائشة أنها رَوَت ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال -يعني عبد الملك-: وددنا أنَّا تركناه وما تَوَلَّى.

كما روى مسلم عن عبد الله بن عبيد قال: وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته، فقال عبد الملك: مَا أَظُنُّ أَبَا خُبَيْبٍ -يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ- سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ مَا كَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا، قَالَ الْحَارِثُ: بَلَى أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْهَا، قَالَ: سَمِعْتَهَا تَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (‌إِنَّ ‌قَوْمَكِ ‌اسْتَقْصَرُوا ‌مِنْ ‌بُنْيَانِ ‌الْبَيْتِ، ‌وَلَوْلَا ‌حَدَاثَةُ ‌عَهْدِهِمْ ‌بِالشِّرْكِ، ‌أَعَدْتُ ‌مَا ‌تَرَكُوا ‌مِنْهُ، فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ فَهَلُمِّي لِأُرِيَكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ)، فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ.

وزاد عليه الوليد بن عطاء: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الْأَرْضِ شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا، وَهَلْ تَدْرِينَ لِمَ كَانَ قَوْمُكِ رَفَعُوا بَابَهَا؟)، قَالَتْ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: (تَعَزُّزًا أَنْ لَا يَدْخُلَهَا إِلَّا مَنْ أَرَادُوا، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا يَدَعُونَهُ يَرْتَقِي، حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ فَسَقَطَ)، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ، لِلْحَارِثِ: أَنْتَ سَمِعْتَهَا تَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَنَكَتَ سَاعَةً بِعَصَاهُ، ثُمَّ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ.

وروى مسلم عن أبي قزعة: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ قَالَ: قَاتَلَ اللهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَيْثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، يَقُولُ: سَمِعْتُهَا تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَا عَائِشَةُ لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا فِي الْبِنَاءِ)، فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: لَا تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنَا سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُحَدِّثُ هَذَا قَالَ: لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ، لَتَرَكْتُهُ عَلَى مَا بَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ" (انتهى كلام ابن كثير -رحمه الله- بتصرفٍ يسيرٍ).