الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 10 أبريل 2021 - 28 شعبان 1442هـ

38 نية لاستقبال شهر رمضان

كتبه/ إبراهيم جاد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإننا على أعتابِ شهر كريم مفضال، خصَّه الله -تعالى- بخصائص وميزات وأفضال كثيرة، فيا ترى كم نية نستقبله بها؟

اجتهدتُ في جمع النوايا على عجزي وضعفي وتقصيري، ولعلَّ اللهَ -تعالى- يجبر خاطرنا، ويحقق مرادنا، إنه ولي ذلك، وهو القادر عليه.

فمِن النوايا المستترة والظاهرة لصيام رمضان:

1- تنفيذًا لأمر الله -تعالى-: قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ . وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الأنفال:24-25).

2- طلبًا للأجر الكامل برجاءٍ وتوسلٍ، وتذلل وضعف واستكانة: مع حب الطاعة، والتلذذ بعبودية الصيام والتقرُّب لله -تعالى-.

3- تحقيقًا للإخلاص لله -تعالى- وحده: بعيدًا عن أي شائبة أو أي نية مدخولة؛ فالصيام عبادة عملية المخفي منها أكثر مِن الظاهر، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5).

4- طمعًا في أجر الصيام والصبر عليه، مع الرضا والتسليم والاحتساب: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ) (رواه البخاري).

5- تأكيدًا على مفهوم أنني عبد لله -تعالى-: فالعبد رهن إشارة سيده في النهار والليل، وفي الصيف والشتاء في الفطر والصيام.

6- صدق التوكل على الله -تعالى-: فهو خير معين على الصوم؛ فلولا الله ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا، ولا استطاعنا الصيام.

7- أن نُعْتَق مِن النيران (من كتاب نوايا وعطايا): عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

8- الدخول من باب الريان: عن سَهْلٍ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) (متفق عليه).

9- مغفرة الذنوب كاملة بأمر الله -تعالى-: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ) (رواه مسلم)، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).

10- الفوز بالدعوة المستجابة في نهار رمضان: فإن دعوة الصائم لا ترد، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثُ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٌ دَعْوَةُ الصَّائِمِ وَدَعْوَةُ المُظْلُومِ ودَعْوَةُ المُسافِرِ) (رواه البيهقي، وصححه الألباني).

11- أن نكون من سكان غرفة الجنة: عن عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قال: قال النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا)، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (لِمَنْ أَطَابَ الكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

12- أن ننال به حسن الخاتمة: عن حذيفة قال: أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى صَدْرِي فَقَالَ: (... وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

13- أن يشفع لنا بين يدي الله -تعالى-: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَيُشَفَّعَانِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

14- أن أحافظ على الصلوات في جماعة: مدركًا تكبيرة الإحرام، وصلاة التراويح والتهجد كاملتين، والسنن والرواتب عامة.

15- ألا أقطع رحمًا أو أهجر مسلمًا أو أغتابه أو أذكره بسوء.

16- أن أصوم صوم الخواص، تصوم معي جوارحي عن أي حرام.

17- أن أحافظ على كل الأذكار المطلقة والمقيدة والأدعية.

18- أن أجتهد في الوصول في قراءة القرآن الكريم إلى أعلى مستوى متدبرًا مستحضرًا معانيه.

19- أن أبر والدي فلا أعصي لهما أمرًا في مباح أبدًا.

20- أن أتصدق يوميًّا ولو بالقليل، وأسعى لإفطار الصائمين.

21- أن أدعو عند فطري للأموات وللمسلمين والمسلمات في كلِّ مكان.

22- أن أخرج زكاة الفطر كاملة في أفضل موعدٍ لها، وأسعى أن تصل إلى مَن يستحقها.

23- أن أقوم العشر الأواخر من رمضان، وأن أجاهد نفسي حتى أدرك ليلة القدر.

24- أن أهتم بأسرتي وأولادي وأقضي حاجاتهم، ولمَن أقدر من المسلمين.

25- ألا أضيع وقتي في مباحٍ؛ فضلًا عن محرم.

26- أن أخرج زكاة مالي لو بلغت النصاب في رمضان.

27- ألا أرد سائلًا أو محتاجًا أو يتيمًا.

28- أن أفرغ قلبي وعقلي لله -تعالى- في شهر رمضان.

29- أن أكون ممَّن حققوا التقوى، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:???).

30- أن أُكتب مع الصديقين والشهداء والصالحين، عن عمرو بن مرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجلٌ من قُضاعةَ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: إنِّي شهِدتُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ وصلَّيْتُ الصَّلواتِ الخمسَ وصمتُ رمضانَ وقمتُه وآتيتُ الزَّكاةَ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ) (رواه ابن حبان وابن خزيمة، وصححه الألباني).

31- أن أُضرب بسهمٍ في كلِّ أنواع الطاعات.

32- التماس البركة في السحور، وصلاة الله -تعالى- وملائكته على المتسحرين.

33- تقليل النوم واحتسابه بنية التقوية والاستمرار.

34- التوسعة على الأهل والأولاد الصائمين دون إسرافٍ أو تبذيرٍ.

35- تعجيل الفطر وتأخير السحور، عملًا بالسنة.

36- تعليم المسلمين بعض أحكام الصيام ونشرها لنيل أجر الدعوة في رمضان.

37- تجديد النوايا كل يوم وتبيتها كل ليلة.

38- أن يباعد بيني وبين النار سبعين خريفًا.

عن أبي سعيدٍ -رضي الله عنه- عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّه قال: (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) (متفق عليه).

فاللهم ارزقنا حُسنَ العمل، وحسن الصيام، وصدق النوايا، وحب الطاعة والتلذذ بها، وأن تجعلها خالصة لوجهك الكريم. اللهم آمين.