الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 23 سبتمبر 2020 - 6 صفر 1442هـ

قصة من سقى كلبًا عطشًا فغفر الله له (موعظة الأسبوع)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛   

المقدمة:

- قصة قصيرة تحمل دروسًا كثيرة، وأبرزها فضل خُلُق الرحمة، وأثره في الدنيا والآخرة: روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضى الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَيْنا رَجُلٌ يَمْشِي، فاشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَنَزَلَ بئْرًا، فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فإذا هو بكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ: لقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الذي بَلَغَ بي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ قالَ: في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ) (رواه البخاري).

- وروى أيضًا عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ، مَرَّتْ بكَلْبٍ علَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ، قالَ: كَادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا، فأوْثَقَتْهُ بخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ له مِنَ المَاءِ، فَغُفِرَ لَهَا بذلكَ) (متفق عليه).

- شرح مجمل للحديث مع الإشارة لطريقة الرجل في جلب الماء، وكذلك المرأة، التي يستنكف كثير مِن الناس من فعلها مع بني جنسهم، ولكن قوة الرحمة التي حلت في قلبهما هي التي دفعتهما إلى فعل ذلك، فكان الجزاء الأعظم من الشكور الرحيم سبحانه(1).

- حاجتنا إلى التراحم، وإحياء معاني التراحم وخلق الرحمة في مجتمعاتنا الإسلامية التي ينبغي أن يكون ذلك فيها أصلًا(2): قال -تعالى-: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح:29)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كمَثَلُ الْجَسَدِ الواحد؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (متفق عليه).

(1) الرحمة من صفات الله:

- إعلام الخلق بعظيم رحمته من أول لحظات وجودهم: قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي) (متفق عليه)، وقال -تعالى-: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (الأعراف:156).

- هو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا: عن عمر -رضي الله عنه- قال: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ) قُلْنَا: لاَ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: _لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا) (متفق عليه).

(2) الرحمة من صفات الرسول -صلى الله عليه وسلم-:

- لأنه -صلى الله عليه وسلم- جاء لخيرهم، فهو رمز الرحمة في الخلق: قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ) (رواه الحاكم في المستدرك في صحيحه بسندٍ صحيحٍ)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ) (رواه البخاري)، وقال ابن عباس: "كان محمد -صلى الله عليه وسلم- رحمة لجميع الناس، فمَن آمن به وصدق به سعد، ومن لم يؤمن به سلم مما لحق الأمم من الخسف والغرق" (تفسير القرطبي).

- كان -صلى الله عليه وسلم- يتفطر قلبه على الكافرين، لا سيما القرابة، فما بالنا برحمته بالمؤمنين: قال -تعالى-: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة:128)، وقال -تعالى- له: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى? آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) (الكهف:6).

(3) صور من رحمته -صلى الله عليه وسلم-:

أولًا: رحمته بمن كذبوه وآذوه وحاربوا دعوته وقتلوا أتباعه:

- ذكر ابن كثير في البداية والنهاية: "أنه -صلى الله عليه وسلم- لما توجه إلى مكة فاتحًا، لقيه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أبى أمية، بنيق العقاب -فيما بين مكة والمدينة- والتمسا الدخول عليه، فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك، قال: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمى فهتك عرضي، وأما ابن عمتي فهو الذي قال لي بمكة ما قال. قال: فلما خرج الخبر بذلك، وكان مع أبي سفيان بني له، فقال: والله ليأذن لي، أو لأخذن بيد بني هذا، ثم لنذهبن في الأرض، ثم نموت عطشًا وجوعًا، فلما بلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- رق لهما، ثم أذن لهما فدخلا عليه فأسلما".

- ولما كان يوم فتح مكة، وكانت جيوشه -صلى الله عليه وسلم- تحاصر مكة والمشركين من كل جهة قال بعض الناس: اليوم يوم الملحمة، فقال -صلى الله عليه وسلم- منكرًا: "لا، بل اليوم يوم المرحمة"، ولما تمكن من أهل مكة وقد وقع من وقع منهم في الآسر، قال: ما تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم. قال: اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ" (انظر فتح مكة في كتب السيرة).

ثانيًا: رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالمؤمنين:

- هذه تحتاج إلى أسفار للكلام عنها، فكفاه شهادة ربه له: (حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة:128).

1- رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالصغار: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ) (رواه البخاري)، وقال أنس -رضي الله عنه-: "إن كان النبيُّ لَيُخالطُنا، حتى يقولَ لأخٍ لي صغيرٍ: يا أبا عُمَيرُ! ما فعل النُّغَيرُ" (رواه البخاري).

2- رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالضعفاء وأصحاب الأعذار: قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِي النَّاسِ الضَّعِيفَ، وَالسَّقِيمَ وَذَا الْحَاجَةِ) (رواه البخاري).  

3- رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالمساكين والفقراء: عن جرير بن عبد الله قال: كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في صَدْرِ النَّهَارِ، قالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ العَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِن مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِن مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لِما رَأَى بهِمْ مِنَ الفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فأمَرَ بلَالًا فأذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ? وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء:1)، وَالآيَةَ الَّتي في الحَشْرِ: (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ) (الحشر:18)، تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِن دِينَارِهِ، مِن دِرْهَمِهِ، مِن ثَوْبِهِ، مِن صَاعِ بُرِّهِ، مِن صَاعِ تَمْرِهِ، حتَّى قالَ، ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ قالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ بصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قدْ عَجَزَتْ، قالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَهَلَّلُ، كَأنَّهُ مُذْهَبَةٌ...) (رواه مسلم).

4- رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالعُبَّاد والمجتهدين من أتباعه (نهيهم عن الوصال في الصوم - توقفه عن القيام في المسجد في رمضان - توقفه عن الخروج في كل غزو): قالت عائشة -رضي الله عنها-: "إِنْ كَان رسولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- لَيدعُ الْعَمَلَ وهُوَ يحِبُّ أَنَ يَعْمَلَ بِهِ؛ خَشْيةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ" (متفق عليه).

5- رحمته -صلى الله عليه وسلم- بالحيوان: قال -صلى الله عليه وسلم-: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، لاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ سَقَتْهَا، إِذْ حَبَسَتْهَا، وَلاَ هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ) (متفق عليه).

(4) مجتمع المسلمين هو مجتمع الرحمة:

- في ظلال تلك القواعد النبوية، والتأسي بتلك المشاهد التطبيقية، وصل مجتمع المسلمين الأول الى المراد: قال -صلى الله عليه وسلم-: _مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (متفق عليه).

- ولقد شهد لهم ربهم بذلك: قال -تعالى-: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح:29).

- فأين مجتمعات المسلمين الآن من ذلك، وقد صارت القسوة ظاهرة خطيرة بينهم، وقد تنكبوا طريق تعاليم الإسلام؟! قال تعالى-: (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى? نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الزمر:22)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ لَا يَرحَمِ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ) (متفق عليه).

(5) أمور تعين على زيادة الرحمة في القلوب:

1- طلب العلم الشرعي، لأنه يزيد الخشية، والرحمة من ثمرات الخشية: قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر:28).

2- مصاحبة الصالحين، واجتناب مواطن القسوة والغفلة والعنف(2): (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ? وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ) (الكهف:28).

3- حضور مجالس الذكر، وارتياد المساجد: قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) (رواه مسلم).

4- اغتنام مواسم وأوقات زيادة الرحمة: قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٌ فَتَعَرَّضُوا لَهُ، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا، فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).

5- الدعاء وسؤال الله خلق الرحمة: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) (آل عمران:8)، (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) (الكهف:10).

خاتمة:

لقد كانت الرحمة في قصتنا سببًا في الفوز بالجنة بالعمل اليسير، والنجاة من النار مع الذنب الكثير! فكيف إذا تخلق المؤمن بالرحمة مع العمل الكثير، والذنب اليسير؟!

فاللهم هب لنا من لدنك رحمة، وهيئ لنا مِن أمرنا رشدًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وإلا فأين هذا مما وصل إليه حال كثير من الناس في مجتمعات المسلمين، التي تطالعنا الأخبار فيها بين ساعة وأخرى بأخبار تحمل صورًا من القسوة والغلظة، وعدم الرحمة؟! فهذا الشاب المكلف الذي قتل صاحبه لما نصحه بالخير بطريقة وحشية إجرامية؟ وهذا الذي قتل صاحبته بطريقة وحشية لما رفضت الزنا معه، وآخر، وآخر.

(2) مِن أعظم ذلك: وسائل الإعلام التي تنشر العنف والقسوة على أنه بطولة وشجاعة. ومن ذلك أيضًا: المقاهي والمنتديات التي يتبارى فيها الشباب في إظهار معاني الرجولة بأخبار العنف والقسوة بينهم.