الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 11 يوليه 2006 - 15 جمادى الثانية 1427هـ

إسرائيل تحاكم وزراء حماس المعتقلين لديها

موقع صوت السلف

تناقلت وكالات الأنباء أخبار الهجوم الإسرائيلي الوحشي الخبيث الظالم على فلسطين واعتقالها عدداً من وزراء حكومة حماس، وتدميرها لمكتب رئيس الوزراء، وأطرف ما في الأمر نبأ محاكمة الوزراء المختطفين من حماس أمام محكمة عسكرية إسرائيلية. وتعليقاً على هذا الخبر نقول:-

1-     يصدق على هذا الموقف ككل قول القائل "شر البلية ما يضحك".

2-     يصدق على إسرائيل "إذا لم تستح فاصنع ما شئت".

3-     أما إخواننا في فلسطين فنقول لهم " اصبر وما صبرك إلا بالله".

4-   وأما المسلمون في جميع أنحاء العالم فعليهم أن يتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر).

5-   وعلى خلفية هذا الحدث، نريد أن نسأل هذا الداعي إلى الله، الذي ظن أنه لا يجوز تعلم علم ولا دعوة، ولا قيام على حقوق الفقراء والمساكين إلا بعد استصدار إذن من الوزارة المعينة، مما لا نعلم أنه كان مطبقاً في زمن الخلفاء الراشدين، ومتى لم يصدر ذلك الإذن، كان الفاعل لهذه الطاعات خارجياً شاء أم أبى، لا يختلف ذلك من إمام عادل إلى ظالم إلى متسلط كافر، ولا يعلق ذلك على وجود مفسدة من عدمها ـ وإلا فالمنع من الطاعة التي يترتب عليها مفسدة أكبر منها أمر لا نختلف عليه ـ تصريح هذا القائل يدل على أنه يحرم على المسلم الذي يعيش تحت سلطان أن يفعل أي طاعة إلا بإذن من الوزارة المعينة في الحكومة اليهودية، ومن باب المجاراة مع هذا القائل، نعرض عليه هذا السؤال فيما يتعلق بالدول التي يحصل فيها خلاف بين مؤسسة الرئاسة وبين رئاسة الوزراء، ومن من هؤلاء يعتبر ولي الأمر الشرعي؟ وماذا يجب على المسلمين في فرنسا إذا أرادوا الدعوة إلى الإسلام والخلاف قائم بين الرئيس ورئيس وزرائه؟ وماذا كان يجب على المسلمين في الدانمرك  إزاء قضية الرسوم الساخرة من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟.

وفي فلسطين الأمر أشد تعقيداً، فبالإضافة إلى الخلاف بين مؤسسة الرئاسة، وبين رئاسة مجلس الوزراء، توجد السلطة الحقيقية المتغلبة وهي إسرائيل، والمذكور أحال أمر الولاية على الغلبة ـ وإن كانت من كافر ـ فمن يا ترى يستأذن الفلسطينيون قبل أن يداووا جرحاهم وهم في الأسر لدى إسرائيل ـ إذ أنه أحد فروض الكفايات ـ فهل يُستأذن وزراء حماس وهم في الأسر لدى إسرائيل؟ أم يستأذنون رئاسة السلطة الفلسطينية؟ أم يستأذنون إسرائيل؟ اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

والله لولا الخذلان لما تفوه بمثل ما قال أحد.

موقع صوت السلف