الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 06 مايو 2018 - 20 شعبان 1439هـ

أنا مِن حزب الكنبة!

كتبه/ حسني المصري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فـ"حزب الكنبة" مصطلح تردد كثيرًا بعد ما سمِّي بثورات الربيع العربي، ويُقصد به الجماهير الكبيرة التي لا تشارك في صناعة أي حدثٍ، ويكتفون غالبًا بالمشاهدة فقط، وهم أغلب الشعب ليس في مصر، ولكن في العالم الإسلامي والعربي غالبًا.

وأما غير هؤلاء مِن الناس: فإنهم ينتمون لكياناتٍ أو مؤسساتٍ أو نقاباتٍ أو أحزابٍ "وجماعات ضغط"، وهؤلاء جميعًا يكون لهم رؤية معينة مرتكزها الرئيسي: "الأيدلوجية الخاصة" للمؤسسة أو الحزب أو الكيان سواء كانت أيدلوجية قومية أو ليبرالية أو اشتراكية أو مرجعية إسلامية.

وليس هناك مَن يشك أن كل أولئك يبذل ما يستطيع لتحقيق رؤيته التي يتبناها، وكثير مِن هؤلاء يعطي مِن ماله ووقته وجهده، وقد كان لأولئك المنتمين للحركة الإسلامية في مصر دور بارز في تقوية الكيانات التي تنتهج مرجعية الشريعة في الرؤية الإصلاحية، ولكن -وللأسف- بعد تسارع الأحداث الدراماتيكي في مصر منذ اللحظة التي صعد فيها نجم الإخوان المسلمين -كممثلين للمنهج الإصلاحي ذي المرجعية الإسلامية- والصدمة التي تلقاها المنتمون للحركة الإسلامية بصفةٍ عامة في أنهم غير صادقين فيما رفعوه سابقًا مِن شعاراتٍ، ثم بعد أفول نجم الإخوان سريعًا وتلقي هذا التيار ضربات موجعة بسبب سياسات الإخوان الرعناء - عاد بعدها كثيرٌ ممَن ينتمون للمنهج الإصلاحي ذي المرجعية الإسلامية إلى صفوف المشاهدين المتأثرين، وليس المؤثرين.  

وفي حين ظلت الكيانات والمؤسسات والأحزاب الأخرى تحاول تجميع الصفوف والتقدم إلى الأمام؛ رأينا أكثر مَن ينتمي للمنهج الإصلاحي المبني على مرجعية الشريعة يتراجعون مرة أخرى للوراء مؤْثرين أن يكونوا ضمن صفوف حزب الكنبة ظنًّا منهم أن السلامة في ذلك! علمًا أن القاعدة المنطقية تقول: "إن لم تكن مؤثِّرًا فستكون حتمًا متأثرًا".

 الخلاصة: أنه لا يُتصور بحالٍ أن يظل أصحاب المنهج الإصلاحي، والذين ينشدون الخير لدينهم وأمتهم وأوطانهم أسرى لفكرة السلامة في الابتعاد عن الحياة العامة؛ فيا ترى إذا ما تخلى المصلحون عن القيام بدورهم الوطني والشرعي والمجتمعي فمَن سيقوم به؟!

حتمًا سيقوم بالدور آخرون ذوو مشارب شتي ومتباينة، وبعيدة عن منهج الإصلاح الحقيقي، وفي النهاية سيتأثر مَن شارك ومَن لم يشارك، شاء أو أبى، هو أو أبناؤه أو أحفاده؛ فهل يصح أن نبقي بعيدين؟!

أسهل شيء أن تقول: أنا مِن حزب الكنبة؟!

ولكن انتظر ما لا ترجو!