الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 21 يناير 2018 - 4 جمادى الأولى 1439هـ

هل الأرض هي المشكلة مع اليهود؟!

كتبه/ محمد القاضي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن كثيرًا مِن الناس يظن أن المشكلة الرئيسة بيننا وبين اليهود هي مشكلة الأرض وفقط، وأن تسوية مشكلة الأرض بين الفلسطينيين واليهود سوف ينهي العداوة، ويهيئ للتعايش السلمي في المنطقة، ونعيش نحن واليهود متحابين للأبد! وهذا خلاف حقيقة الأمر تمامًا.

فاليهود أنفسهم يربون صغيرهم، ويهرم كبيرهم على العداوة المفرطة ضد المسلمين عمومًا "وليس الفلسطينيين فقط"؛ حتى لا يخرج علينا مَن يقزِّم المشكلة، ويجعلها مع الفلسطينيين!

وهم يصدرون عن عقيدةٍ "خربة" مِن "التوراة المحرفة" ويتحركون بها، ووفق تعليمات الأحبار، وفهمهم المخترع، وهم يعلنون صراحة أنهم يتحركون وفق هويتهم في الناس.

وبغض النظر أن هذه العقيدة محرفة؛ فهي تمثـِّل أساس هويتهم، والوعود الموجودة فيها هي الوعود التي ينشدون؛ فمثل هؤلاء القوم لا يمكن مواجهتهم بلا عقيدةٍ مضادة، فأصحاب العقيدة الحقة لا بد أن يتمسكوا بعقيدتهم، وخاصة عقائدهم في أهل الكتاب، فالقرآن أخبرنا عن عقائد اليهود في الله، والأنبياء، والكتب، والرسل، والملائكة، واليوم الآخر، وأخبرنا عن عقائدهم في غير اليهود، وأمرنا بالتعامل الأمثل مع أهل الكتاب، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) (المائدة:51)؛ فلا نتخذهم أولياء: أي لا مودة ولا محبة، ولا نصرة ولا طاعة، ولا تشبُّه، ولا أي مظهر مِن مظاهر المولاة المحرمة بيننا وبيْن أهل الكتاب، ومع ذلك أُمرنا بالعدل في المعاملة معهم، قال -تعالى-: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة:8).

و(شَنَآنُ): يعني كراهية.

أي لا تدفعكم كراهية المشركين إلى الظلم والجور معهم، بل الإسلام دين العدل مع المسلمين وغير المسلمين؛ فالعدل أن نتعامل معهم بما يرضي الله ورسوله، ووفق ما أمرنا به، فنحن لن تنتهي العداوة بيننا وبيْن اليهود؛ لأنهم يعتقدون في الله السوء، ويكذِّبون رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويعادون المسلمين، ويصدون عن سبيل الله، ويقعدون في كل طريقٍ يصدون عن الحق، ويسخِّرون إمكانياتهم في تشويه صور الإسلام في كل مكان!

فالعداوة لن تنتهي أبدًا طالما بقوا على الشرك، وقد أخبر الله أن أهل الكتاب مشركون، ولهم أحكام في التعامل خاصة بهم، قال -تعالى-: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (البقرة:105).

فيجب أن نربي أبناءنا على هذه الآيات القرآنية كما هم يربون أبنائهم على عقائدهم الخربة، ونرسِّخ القيم الإسلامية في نفوسهم، وأنه لا بد في يومٍ مِن مواجهة اليهود، طالت المدة أو قصرت، سيأتي يوم يقول الشجر والحجر: "يا مسلم، يا عبد الله: تعالَ ورائي يهودي فاقتله؛ إلا الغرقد فإنه مِن شجر اليهود!".

والعجب كل العجب أن اليهود يزرعون هذا الشجر بالأمر حول المستوطنات اليهودية، ومَن لا يزرعه يغرم!

فسبحان الله يصدقونه ويكذبونه!