الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 01 يوليه 2017 - 7 شوال 1438هـ

حال السلف مع السُّنة

كتبه/ خالد آل رحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالسُّنة شأنها عظيم؛ ولذلك كان السلف يهتمون بها ويعملون، ويذمون مَن خالفها.

وقد عرَّفها شيخ الإسلام -رحمه الله- فقال: "إنَّ السُّنَّةَ الَّتِي يَجِبُ اتِّبَاعُهَا، وَيُحْمَدُ أَهْلُهَا، وَيُذَمُّ مَنْ خَالَفَهَا: هِيَ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أُمُورِ الِاعْتِقَادَاتِ، وَأُمُورِ الْعِبَادَاتِ، وَسَائِرِ أُمُورِ الدِّيَانَاتِ. وَذَلِكَ إنَّمَا يُعْرَفُ بِمَعْرِفَةِ أَحَادِيثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الثَّابِتَةِ عَنْهُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، وَمَا تَرَكَهُ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ" (مجموع الفتاوى).

قال ابن منظور -رحمه الله-: "والسُّنة إذا أُطلقتْ في الشرع، فإنما يُراد بها ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- ونهى عنه، وندب إليه قولاً وفعلاً، مما لم ينطق به الكتاب العزيز" (انتهى).

ولذلك نسرد بعض المواقف لحال سلفنا الصالح مع السُّنة -على كثرتها-، انتقينا بعضها:

- فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: "قدِمنا الشام مع عمر -رضي الله عنه-، فأذن بلال، فذكر الناس النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم أرَ يومًا أكثر باكيًا منه!".

أقول: كان مجرد ذكره -صلى الله عليه وسلم- يفعل بهم الأفاعيل!

فماذا يقول مَن ترك سُنته بالكامل؟!

بل ماذا يقول مَن يهاجِم سنته -صلى الله عليه وسلم- ويطعن فيها؟!

- وعن منصور الكلبي: أن دحية خرج مِن المزة إلى قدر قرية عقبة مِن الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال في رمضان ثم أفطر وأفطر معه أناس، وكره الفطر آخرون، فلما رجع إلى قريته، قال: "والله لقد رأيتُ اليوم أمرًا ما كنتُ أظن أن أراه: إن قومًا رغبوا عن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -يقول ذلك للذين صاموا-، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك!".

- وقال يحيى بن يحيى التميمي: "سمعتُ أبا يوسف عند وفاته يقول: "كل ما أفتيتُ به بعد، فقد رجعتُ عنه؛ إلا ما وافق الكتاب والسُّنة", وفي لفظ: "إلا ما وافق القرآن، واجتمع عليه المسلمون".

- وقال المروذي: "قال لي أحمد -يعني أحمد بن حنبل-: ما كتبتُ حديثًا إلا قد عملتُ به حتى مرَّ بي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى أبا طيبة  دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمتُ!".

- وقال محمد بن يوسف الفربري: "سمعتُ النجم بن الفُضيل يقول: رأيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم كأنه يمشي، ومحمد بن إسماعيل (البخاري) يمشي خلفه، فكلما رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- قَدَمَه وضع محمد بن إسماعيل (البخاري) في المكان الذي رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- قدمه" (تاريخ بغداد).

- وقال سعيد بن عبد العزيز: "سمعتُ أحمد بن أبي الحواري يقول: مَن عمل بلا اتباع سُنة؛ فعمله باطل".

- وقال البربهاريّ -رحمه الله-: "إذا سمعتَ الرجل يطعن على الآثار، أو يرد الآثار، أو  يريد غير الآثار؛ فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنّه صاحب هوى مبتدع" (شرح السُّنة للبربهاري).