الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 29 ديسمبر 2016 - 30 ربيع الأول 1438هـ

هل كل الكفار يعلمون أنهم على باطل وأنهم مخلدون في النار؟

السؤال:

هناك سؤال يحيرني جدًّا منذ زمن، ولم أجد له جوابًا حتى الآن؛ ففكرت أن أرسله إليكم ليجيب عليه الدكتور "ياسر برهامي"، والسؤال هو: هل الكفار يعلمون أنهم على ضلال وعلى كفر، وأنهم سيدخلون في النار إلى الأبد؟ لأن هناك مِن الشيوخ مَن يقول: "الكفار يعرفون أنهم على ضلال وكفر، ولكنهم يكابرون ويرفضون الإيمان"، ومِن الشيوخ مَن يقول عكس ذلك من أن: "الكفار في النار، لكنهم جهال لا يعرفون أنهم كفار، ولا يعرفون أنهم سيخلدون في النار"، خصوصًا وأن هناك آيات في القرآن تجعلهم كفارًا ومخلدين في النار مع أنها تذكر أنهم لا يعرفون أنهم كفار وأنهم سيدخلون النار، مثل: (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأعراف:30)، ومثل آية: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (الكهف:103-104). فما الصواب في ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهناك مِن الكفار مَن هو معاند يعرف أنه على الباطل، وإن كانت نفسه وشيطانه يمنيانه المغفرة؛ كاليهود الذين قال الله -تعالى- عنهم: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:146)، وقال: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً) (البقرة:80)، وكقوم فرعون؛ قال الله -تعالى- فيهم: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل:14)، وهؤلاء مغضوب عليهم.

وهناك صنف آخر، قال الله -تعالى- عنهم: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (الكهف:103-104)، وهؤلاء هم الضالون.

والمغضوب عليهم والضالون كفار، ومخلدون في النار إذا بلغتهم رسالة الرسل؛ فلم يؤمنوا.