الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 15 أكتوبر 2016 - 14 محرم 1438هـ

صفحات مطوية مِن القضية الفلسطينية قبْل قيام دولة إسرائيل (39) "قبول دولة إسرائيل في الأمم المتحدة"

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

ففي "12-5-1949م" تقدَّمت إسرائيل بطلب عضوية في منظمة الأمم المتحدة، وأظهرت استعدادها لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بتقسيم فلسطين وتدويل القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

وقد حدث أن كانت لجنة التوفيق المؤلفة مِن: "أمريكا، وفرنسا، وتركيا" مجتمعة في لوزان، فوقـَّعت إسرائيل على (ميثاق لوزان) متعهدة بتنفيذ قراراته؛ خاصة فيما يتعلق بالقدس وعودة اللاجئين، وقد رحَّبت الدول الاستعمارية بطلب العضوية لإسرائيل، وتمت الموافقة على قبول إسرائيل عضوًا بالمنظمة، وفي نفس العام تم انتخاب أول كنيست في إسرائيل.

وفي "25-5-1950م" صدر تصريح ثلاثي مِن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا يؤكِّد على وجوب التزام دول المنطقة بالهدنة الدائمة بينها، جاء فيه: "إن الحكومات الثلاث تعلن أنها إذا تبينت أن أي دولة مِن هذه الدول تستعد لانتهاك حرمة الحدود لخطوط الهدنة فإنها لن تتردد لالتزاماتها بوصفها أعضاء في هيئة الأمم المتحدة في أن تتدخل باسم هيئة الأمم وخارج نطاقها".

ومع ذلك فلم تلتزم إسرائيل بتعهداتها أمام الأمم المتحدة أو بالهدنة المعلنة، وهي عضو بالمنظمة يَسري عليها أحكامها، فهي صنيعة الدول الاستعمارية وربيبتها، بينما تفرض على الدول العربية كل التعهدات الدولية وإلا... !

فخرقت إسرائيل التزاماتها الدولية إذ طالبت بضم غزة، ورفضت عودة اللاجئين، وربطت عودتهم بعقد اتفاق نهائي مع العرب يقوم على قبولهم لإسرائيل كأمر واقع, وخرقت الهدنة في مرات عديدة؛ أشهرها: "المشاركة في العدوان الثلاثي على مصر" في منتصف الخمسينيات.

واستمرت إسرائيل في سياسة الإرهاب والعنف ضد الفلسطينيين بعد قيام دولة إسرائيل كما كانت قبْل قيامها، وواصلتْ طردهم طردًا جماعيًّا بالقوة، والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم في ظل تغاضٍ مِن المجتمع الدولي، وغفلة وتراخٍ مِن الحكام العرب.

ومِن أمثلة ذلك:

- ما وقع في قرى غزال وجابا في يوليو 1948م، وكفر برعم في نوفمبر 1948م، وكفر ياسين في فبراير 1949م، والرامة في مارس 1949م، وخصاص وقبطية وجاعونة في يونيو 1949م، والتعايسية في الجليل في يناير 1950م، وأبو عوش في يوليو 1950م، والمجدل في أغسطس 1950م، وثلاث عشر قرية صغيرة في فبراير 1951م، والبويشات في المثلث في نوفمبر 1951م، وأم الفرج في سبتمبر 1953م.

- وفي الفترة مِن 1956م إلى 1959م قامت السلطات الإسرائيلية بزرع القنابل الموقوتة في الأماكن الآهلة بالسكان العرب في القرى والمدن لقتل العديد منهم وترويعهم، وقد بلغ عدد هذه القنابل المكتشفة نحو 900 قنبلة خلال عامي 1956م - 1957م فقط، في الأماكن التي يقطنها الفلسطينيون فقط.

- مذبحة قرية قبية: في 14-10-1953م، نفذتها وحدة مِن الجيش النظامي الإسرائيلي بقيادة "أريل شارون"، حيث اقتحمت القرية بعد قصفها بالمدفعية، وقامت بإطلاق الرصاص على الأهالي ونسفت بعض المنازل، وقد قُتل مِن الفلسطينيين في تلك المجزرة 67 فلسطينيًّا، وجرح المئات.

- مذبحة قرية قلقيلية: في10-10-1956م، ونفذتها قوة عسكرية إسرائيلية مع بعض المستوطنين اليهود، فتم قصف القرية بالمدفعية والطائرات، ثم تم اقتحامها، وقتل فيها 70 فلسطينيًّا.

- مذبحة قرية كفر قاسم: في 29-10-1956م، حيث هاجم جنود الاحتلال الإسرائيلي قرية كفر قاسم، وفرضوا عليها حظر التجول، وأطلقوا النار على السكان، بما فيهم العائدون مِن الأراضي الزراعية مِن خارج القرية بعد انتهاء عملهم أثناء فرض الحظر.

- مذبحة خان يونس: في 3-11-1956م، حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 250 فلسطيني مِن اللاجئين في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وتكررت نفس المجزرة في 12-11-1956م، فقتلت 275 فلسطينيًّا مِن نفس المخيم.

وقد توالت المذابح والمجازر والاعتداءات الإسرائيلية داخل وخارج فلسطين بلا حساب أو عقاب، وبلغت ذروتها بمحاولة تهويد القدس، وطمس كل المعالم الإسلامية فيها، والتخطيط لهدم المسجد الأقصى لإقامة هيكلهم المزعوم مكانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.