الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الجمعة 09 سبتمبر 2016 - 8 ذو الحجة 1437هـ

الفصل الثالث من كتاب "الاحتلال المدني"

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد ظهر "برنارد لويس" كمستشرق في الشئون الإسلامية ثمانينيات القرن الماضي، كالمُنقِذ لأمريكا من مأزق "سايكس - بيكو" حيث قدَّم مشروعًا لتقسيم الشرق الأوسط والوطن العربي، على أساسين من العِرق والدين.

إن مشروع الشرق الأوسط الجديد وعلاقته بالقوات الناعمة والمتمثلة في النشطاء السياسيين ومنظمات المجتمع المدني؛ تلك القاعدة العريضة من المجتمعات العربية التي تعمل تحت غطاء نشر الديمقراطية على الطريقة الأمريكية، والذين تم تدريبهم وتمويلهم خلال الأعوام التي سبقت الثورات العربية داخل جدران "دكاكين الديمقراطية الأمريكية" على أحدث تقنيات علوم التغيير باستخدام "النيوميديا" و"التكنولوجيا الحديثة"؛ لتقود الشعوب العربية نحو ميادين الثورة.

ويمكن أن نتفهم طبيعة هذه العلاقة من خلال تصريحات غاية في الخطورة خلال مقابلة أجرتها وكالة الإعلام الأمريكية مع "برنارد لويس" في "20-5-2005م" حين قال: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون، فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات؛ ولذلك فإن الحل هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنب الأخطاء!

إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك: "إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا"، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المُعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية!".

ويمكنك أن تقرأ المزيد مِن كلمات "لويس" خلال مقالته والتي هي بعنوان: "المخطط الإسرائيلي لتقسيم السودان والدول الإسلامية" على صحيفة "الانتباهة السودانية - عدد 17 يونيو 2013م".

والآن يمكن التيقن بأن مشروع نشر الديمقراطية هذه "والتي تدعو لها الولايات المتحدة الأمريكية"؛ ما هو إلا مشروع لتقسيم المنطقة وإعادة احتلالها، وأن القوات الناعمة التي تمت الإشارة إليها سابقًا ما هم إلا "جنود مارينز" مخلصون للصهيوأمريكية، وعملاء الطابور الخامس لها، سواء عن جهل أم استجهال؟ وسواء كانوا يعلمون أم تم تغييب عقولهم؟!

وفي العام 1983م تم إدراج مشروع "برنارد لويس" في خطة السياسات المستقبلية للولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة، ويمكنك أن تقارن هذا المشروع والتقارب الشديد فيما بينه وبين الإستراتيجية الإسرائيلية للثمانينيات طبقًا للوثيقة العربية "كيفونيم" حيث تحدث هذا المشروع -"وكانت قد نشرته صحيفة المستشار العراقية في عدد 18 فبراير 2013م بعنوان: وثيقة برنارد لويس لخدمة المشروع الصهيوني - الأمريكي"- عن الآتي:

أولاً: بالنسبة لمصر، تُقسَّم مصر إلى 3 دويلات:

دولة مسيحية وعاصمتها الإسكندرية، ودولة إسلامية عاصمتها القاهرة، ودولة النوبة وعاصمتها أسوان.

ثانيًا: السودان:

دولة الجنوب المسيحي، ودولة الشمال الإسلامي، ودولة النوبة بالتكامل مع النوبة المصرية "إقليم دارفور".

وفيما يخص دول المغرب العربي... فحسب مشروع "لويس" فقد قُسِّمت هذه الدول إلى:

- دولة الأمازيغ وتمتد بعد بلاد النوبة غربًا إلى الجزائر

- دولة البوليساريو.

- وإعادة تشكيل الدول المتبقية: كالمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا.

أما دول الخليج العربية فستصبح كالآتي:

- الدولة الشيعية: وتضم جنوب العراق والساحل الغربي لإيران، والشرقي للسعودية المطل على الخليج العربي.

- الدولة الإسلامية المحايدة: وتضم مكة المكرمة والمدينة، واقتطاع الجزء الشمالي الغربي إلى اليمن، وإبقاء ما تبقى من الجزيرة العربية للأردن الكبير، والجزء الجنوبي الغربي إلى اليمن، وإبقاء ما تبقى من الجزيرة العربية إلى إقليم السعودية المستقل.

وبعد مرور سنوات على اعتماد مشروع "برنارد لويس" ليُدرَج ضمن الخطط والسياسات المستقبلية للولايات المتحدة الأمريكية، فها هي خرائط جغرافية بالعربية والإنجليزية تحدد معالم، وترسم حدود الشرق الأوسط الجديد طبقًا لمشروع هذا المُستشرِِق الداهية، كشف عنها بحث بعنوان: "حدود الدم" للجنرال الأمريكي المتقاعد "رالف بيترز" نُشِر في  مجلة "أرمد فورسز" (القوات العسكرية الأمريكية) بعدد يونيو 2006م حيث يقدِّم الجنرال "رالف" حلولاً لمشكلة الأقليات بالمنطقة على أساسين من العِرق والدين بأسلوب القص واللصق مرتديًا بنات أفكار "برنارد" نفسه حيث يقول رالف: "إن أكثر الحدود جورًا وعشوائية هي تلك التي في أفريقيا والشرق الأوسط، والتي رسمها تشرتشل، فقد أدت إلى كم كبير من المشاكل يفوق ما تتحمله شعوب هذه المنطقة -على حد قوله-، ويرى أن أي عملية تعديل في الحدود مهما كانت قاسية، فلن تُرضي أي أقلية في الشرق الأوسط، ففي بعض الحالات تعيش المجموعات العِرقية والدينية جنبًا إلى جنب، وتتزاوج فيما بينها".

ويخاطب "رالف" الرافضين لتغيير الحدود، والتي لا تتقبلها عقولهم قائلاً: "إننا نتعامل هنا مع تشوهات هائلة صنعها الإنسان بيده، وهذه التشوهات لا تزال مستمرة في توليد الحقد والكراهية ما لم يتم تصحيحها، فلم تكن الحدود يومًا من العناصر الثابتة، والكثير منها لا يزال يتغير إلى يومنا هذا من الكونغو مرورًا بكوسوفو، وصولاً إلى القوقاز".

ومُذكِّرًا إياهم بفجاجة بـ"سر قذر صغير" -على حد قوله- يتعلق بهذه المسألة حيث "قضى 5 آلاف سنة من التطهير العِرقي في تاريخ البشرية".

ولم ينتقل رالف إلى القضايا التي تجاهلتها الدراسات -كما يدعي- حيث يقول: "إن الجور الأكبر في الرقعة المظلومة الشهيرة الممتدة من جبال البلقان إلى جبال الهيمالايا يتمثل في غياب وجود دولة كُردية مستقلة، حيث هناك نحو 27: 36 مليون كُردي يعيشون في مناطق متجاورة في الشرق الأوسط، وبما أن عدد الكُرد يتجاوز عدد الشعب العراقي؛ فإنه حتى مع التقدير الأقل لعدد الكُرد، يجعلهم أكبر "عِرقية" لا تتمتع بدولتها الخاصة على مستوى العالم، وأسوأ من ذلك: أن الكُرد تعرضوا لاضطهاد من كل حكومة سيطرت على هضابهم وجبالهم منذ أيام الاحتلال الفارسي للمنطقة".

وهنا تظهر الرغبة المُلِّحة للباحث، وتصميمه على إعادة صياغة الحدود في انتقاده الشديد للموقف الأمريكي من حربه على العراق حين قال: "لقد أهدرت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها فرصة ثمينة للبدء في تصحيح هذا الجور بعد سقوط بغداد، فالمسخ الذي سيتكون من خياطة أجزاء غير متطابقة سيؤدي بالعراق إلى الانقسام فورًا إلى ثلاث دول، لقد فشلنا في ذلك بسبب الجُبن ونقص في الرؤية، فأجبرنا الكُرد على تأييد الحكومة العراقية الجديدة، وقد استجابوا لرغبتنا بحزن عِرفانًا بالجميل".

وبالطبع وحتى تاريخ كتابة الجنرال "رالف" لهذه السطور عام 2006م، لم يكن يتوقع أن رياح التغيير، وشعار الديمقراطية العراقية -على النموذج الأمريكي- قد أتت بثمار التقسيم الديني والعِرقي بالعراق، بعد أن أغرقوه بالفتنة بين السُنَّة والشيعة والأكراد؛ لتبدأ عمليات التهجير بين الشمال والجنوب والوسط.

وبدأ "رالف" في لعبة القص واللصق لخريطة الشرق الأوسط الجديد في مقاله "حدود الدم" حيث يبدأ في رسم الحدود الجغرافية لدول الجوار بطريقة تشبع رغباته الدفينة التي أفصح عنها في البداية لمحاولة القضاء على الجور من أجل الإنسانية وحقوق الإنسان -على حد وصفه- حيث يكتب الجنرال المتقاعد نصًّا: "إن تعديلاً منصفًا في حدود المنطقة سيترك المحافظات العراقية السنية الثلاث في دولة مقتطعه قد تتحد مع مرور الوقت بسوريا التي ستفقد شريطها الساحلي لصالح لبنان الكبير، أما الجنوب الشيعي في العراق القديم، فسيشكل أساس الدولة الشيعية العربية التي ستحف بالخليج العربي، وستحتفظ الأردن بمناطقها الحالية مع بعض التوسع باتجاه الجنوب على حساب المملكة العربية السعودية، ومن جانبها ستعاني السعودية وهي دولة مصطنعة من تجريدها من مناطقها بنفس القدر الذي ستعانيه باكستان".

إن أحد أسباب الخيبة الإسلامية من وجهة نظر "رالف" تكمن في تعامل العائلة السعودية المالكة مع مكة والمدينة بوصفهما ملكًا خاصًّا لهم، ويرى في وجود مقدسات المسلمين تحت سيطرة دولة قمعية يحكمها نظام يعتبر أشد أنظمة العالم تطرفًا واضطهادًا كان أسوأ شيء حدث للعالم الإسلامي منذ وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأسوأ شيء حدث للعرب منذ الغزو العثماني -إن لم يكن الغزو المغولي!-.

وبكل صفاقة يضع "رالف" روشتة علاج للعالم الإسلامي الذي وصف أماكنه المقدسة كما لو كانت واقعة تحت يد الاحتلال الغاشم والمستبد؛ حيث دعا المسلمين لكي يتخيلوا معه كم سيكون ملائمًا حينما تُدار شئون مكة والمدينة من خلال مجلس تداولي يتكون من ممثلين عن أكبر المدارس والحركات الإسلامية العالمية ضمن دولة مقدسة إسلامية كنموذج إسلامي ضخم على غِرار الفاتيكان، حيث سيكون مستقبل دين عظيم محل نقاش، وليس مجرد إلزام.

والمُلاحظ هنا أن "رالف" وقد استطاع أن يجد حلاً عبثيًّا للمقدسات الدينية في المملكة، فقد وقف عاجزًا في إيجاد حل عبقري فيما يخص قضية القدس التي وصفها بالقضية ذات التاريخ المخضب بالدماء، ليترك طرق الحل في يد الأجيال القادمة، ودعا قارئه أن يصرف النظر عن هذه القضية التي أُشبِعت دراسة.

ثم يبدأ "رالف" في توزيع ثروات وخيرات الشعوب العربية بطريقة عادلة طبقًا لقناعاته لمفاهيم العدل حيث يمنح حقول النفط الساحلية في السعودية إلى الشيعة العرب؛ لمجرد أن هذه الحقول تقع في منطقتهم! بينما سيذهب الربع الجنوبي لليمن، وسيقتصر حكم آل سعود على البقية المتمثلة في المنطقة السعودية المحيطة بالرياض، وبحسب "رالف" فسيكونون قادرين على إلحاق أذى أقل بالإسلام والعالم.

أما إيران: وهي دولة ذات حدود عشوائية، فستخسر جزءًا كبيرًا من أراضيها لصالح أذربيجان الموحدة وكردستان الحرة والدولة الشيعية العربية وبلوشستان الحرة، لكنها ستكسب المحافظات المحيطة بـ"هرات" في أفغانستان الحالية، وهي منطقة ترتبط بصلة وثيقة مع بلاد فارس تاريخيًّا ولغويًّا.

وفي الواقع ستصبح إيران دولة للعراق الفارسي مرة أخرى، مع بقاء السؤال الصعب المتمثل فيما إذا كانت ستحتفظ بميناء بندر عباس أو تتنازل عنه للدولة الشيعية العربية؟!

إن ما ستخسره أفغانستان لصالح الدولة الفارسية غربًا، ستكسبه من جهة الشرق حيث سيعود اتحاد القبائل القاطنة شمال غرب باكستان مع إخوانهم في أفغانستان.

والنقطة الجوهرية في هذا العمل تتمثل في رسم الخرائط لا بالطريقة التي نفضلها، بل بالطريقة التي يفضلها السكان المحليون المعنيون بالأمر، أما باكستان وهي دولة مصطنعة أخرى فستفقد منطقة البلوش لصالح بلوشستان الحرة، وباكستان الطبيعية التي ستبقى في نهاية الأمر فستوضع بكاملها شرق نهر السِند، ما عدا نتوء متجه للغرب بالقرب من كراتشي.

أما دولة الإمارات العربية المتحدة: فسيكون لها مصير مختلط كما هي حالها الآن، فبعض الإمارات قد تنضم للدولة الشيعية العربية مما يعطيها المزيد من السيطرة على الخليج العربي، وبذلك يُرجَّح أن تكون الدولة الشيعية العربية عامل توازن مقابل الدولة الفارسية أكثر من احتمال أن تكون حليفًا لها.

وبما أن كل الثقافات المتزمتة هي ثقافات زائفة، فإن دُبيّ بالضرورة ستحتفظ بموقعها كمرتع لعربدة المُترَفين، أما الكويت وعمان فستحتفظان بحدودهما الحالية.

وهنا يجب أن نضع للسيد "رالف" نفس الأسئلة التي وضعها الكاتب المصري "أحمد المسلماني" -المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية بعد ثورة 30-6-2013م- في برنامجه الشهير "الطبعة الأولى" على إحدى القنوات الفضائية لمجلة "تايم الأمريكية"، والتي نشرت مقالاً بتاريخ 16-3-2010م تضع تصورًا للشرق الأوسط الجديد بعد تقسيم الدول العربية إلى مجموعة دُويلات بصورة متطابقة لتصور الجنرال "رالف" نفسه، والذي بات منهج الفكر لتحقيق العدل للأقليات العِرقية والدينية الموجودة على الحدود الجوار أو المتشددة عِرقيًّا بين مجموعة دول متجاورة.

حيث تساءل "المسلماني": ماذا عن الصراع القائم بين الشمال والجنوب الإيطالي؟ وماذا عن أسبانيا وإقليم الباسك ومطلبه في الاستقلال؟ وعن بريطانيا ومطلب الأيرلنديين والاسكتلنديين في الانفصال؟!

بالطبع لن تجد إجابات مُقنِعة لدى الجنرال "رالف"، وتصنيفه العنصري لشعوب المنطقة على أسس عِرقية، والذي يختتم مقالته بوضع خريطة للشرق الأوسط الحالية والمُقترحة حيث كتب قائلاً: "ويمكننا الآن أن نقارِن الخريطتين المُرفقتين: الحدود الحالية والحدود المُقترحة لتشعر شيئًا ما بالأخطاء الكبيرة التي تحفل بها الحدود الحالية، والتي رسمها الفرنسيون والإنجليز في القرن العشرين لمنطقة كانت تكافح للنهوض من واقع الذل والهزيمة في القرن التاسع عشر.

إن تصحيح الحدود بشكل تُعكَس فيه قدرة الشعوب؛ هو أمر قد يكون مستحيلاً اليوم، ولكن بعد أمدٍ ما وما يرافقه من دماء -لن يمكن الحيلولة دون سفكها-؛ ستنبثق حدود جديدة طبيعية! وإلى أن يحين ذلك سيستمر جيشنا في قتال الإرهاب من أجل أمننا، ومن أجل السعي نحو الديمقراطية، وإيجاد ممر إلى النفط في منطقة كان قدرها أن تتقاتل فيما بينها".

وأخيرًا يبعث رالف برسالة تحذيرية لدوائر صنع القرار الأمريكية مفادها: "أنه إذا لم يكن ممكنًا تعديل حدود الشرق الأوسط الكبير بحيث تعكس الروابط الطبيعية المستندة إلى الدم والعقيدة، فيجب أن نتقبل حقيقة تنص على أن جزءًا من الدم المسفوح في هذه المنطقة سيكون على حسابنا نحن الأمريكيين".

إلى هنا ينتهي بحث الجنرال "رالف"، والذي استخدم فيه نفس أفكار ومصطلحات وتعبيرات "برنارد لويس"، والذي لا يمكن أن نعتبره وثيقة رسمية تكشف السياسات الصهيوأمريكية المستقبلية في المنطقة العربية إذا ما نظرنا لـ"رالف" على كونه كاتبًا أو محللاً سياسيًّا؛ أما وإن كان هو نفسه الضابط المتقاعد برتبة "العقيد" الذي كان يعمل داخل الاستخبارات العسكرية الأمريكية - فمن هنا يمكن اعتبار المقالة -"حدود الدم"- وثيقة تبيِّن ما الذي يدور في خلد دعاة الشرق الأوسط الجديد.

وإذا أردنا وضع قائمة من البلدان التي تشهد حركات احتجاجات وإضرابات جماعية في المنطقة منذ الأحداث التونسية والمصرية، مرورًا باليمن وليبيا، وانتهاءً بسوريا، ونظرنا لها على الخريطة؛ فسنجد تشابهًا في الظروف يقرُب من الكمال بين البُلدان التي تشهد احتجاجات اليوم، وبين الخريطة الجديدة لمشروع الشرق الأوسط الكبير "الذي تدعمه واشنطن"، والذي تم الكشف عنه لأول مرة خلال رئاسة "جورج دبليو بوش" عام 2001م.